وعدت حكومة بنكيران بالخير الذي سيعم كل المغاربة، وقبل الانتخابات قال حزب العدالة والتنمية، الحزب رقم واحد في الحكومة، إنه يتوفر على برنامج للجواب على كل الأوضاع وهو في حاجة فقط لأصواتنا، وبعدما تولى رئاسة الحكومة ظهر منه "العجب" وأظهر لنا قفاه وتراجع عن وعوده وأخلف موعده، وأصبح التشغيل بطالة وفقدانا لمناصب الشغل والتنمية تراجعا والحرية تتعرض للضربات كل يوم. ولهذه الأسباب لا يمكن تصديق ما قاله نجيب بوليف، الذي خصته الإذاعة ببرنامج للرد على صحيفة "النهار المغربية" لعب فيه رشيد الصباحي دور الكومبارس المتواطئ، عندما قال إن الحكومة لن تعمل على تخفيض الأجور، مع العلم أن الحركة النقابية كانت تطالب بتسوية وضعية الطبقة العاملة بما في ذلك رفع الأجور وقد وعد بنكيران برفع سقف الحد الأدنى للأجر إلى ثلاثة آلاف درهم، "طمعنا في الزيادة ولينا بالنقصان". غير أن ما قاله بوليف يخالف تماما ما قاله لحبيب الشوباني قبل هذا الوقت كون أن الحكومة تعتزم تخفيض الأجور ب"جوج" في المائة، ولم يرد عليه بوليف وعندما قلناها نحن رد علينا ردا غير جميل، مع العلم أننا اعتمدنا على مصادر موثوقة ومتطابقة. فمن نصدق إذن؟ يسير ظننا نحو تصديق الشوباني. لماذا؟ لأن حزب العدالة والتنمية علمنا عمل النقيض من أقواله، فلما يقول النمو فاعلم أنه التخلف وإذا تحدث عن الحرية فهي طريق الاستعباد والاستبداد وإذا تحدث عن الزيادة فهي النقصان وإذا تحدث عن الأسعار وثباتها فاعلم أن نارها سوف تتقد. ونتذكر جيدا أن بنكيران قال إنه لن تكون هناك زيادات في الأسعار وبأن الدولة ستضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه التلاعب بالأسعار فجاءت الزيادة في أسعار المحروقات ومن الحكومة، فالجهة التي انتظرناها أن تحمي الأسعار هي التي رفعت الأسعار. وحتى لو كانت الزيادة نقمة فهي نعمة علمتنا قاعدة ذهبية، هي الاستعداد في المستقبل عندما يتكلم بنكيران، فعندما قال بثبات الأسعار ارتفعت وها هو اليوم وزيره في الحكامة يقول إنه لن يتم التخفيض فاستعدوا ليوم أسود لا تعرفون فيه من أكل أرقام رواتبكم. تمة أمر أساسي لابد من الانتباه إليه، وهو أن بنكيران ومنذ مجيئه سعى إلى اعتماد الحلول الجاهزة، فتارة يقتطع من حسابات الموظفين وتارة يزيد في بعض المواد الجبائية، لكنه أبدا لم يفكر في حلول لإنتاج الثروة، مادامت السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة، وأي حكومة تعجز عن إنتاج الثروة هي حكومة فاشلة أقصى ما ستفعله أنها ستطلب من الشعب التضامن لتجاوز الأزمة، وهو الأمر الذي لجأ إليه بنكيران ويا للأسف.