قال محمد الوفا وزير التربية الوطنية، إن زميله لحسن الداودي وزير التعليم العالي، أوجس خيفة من الأرقام الكبيرة للمترشحين لامتحانات البكالوريا لهذه السنة التي ستجرى أيام 12 و13 و14 يونيو الجاري في دورتها العادية والذين وصل عددهم إلى قرابة 452 ألف (451.953) مابين الذكور والإناث، مشيرا إلى أن هذا التخوف مصدره ضرورة حُسن الحفاوة والاستقبال لجحافل الناجحين المرتقبين في هذه الامتحانات (استقبالهم) من طرف الجامعات والمعاهد العليا بداية الموسم المقبل، لكونهم سيكونون قد أنهوا مسارهم التعليمي باجتياز هذا الامتحان وقطعوا الصلة مع سلك التربية الوطنية الذي يتحمل هو مسؤوليته فيه كوزير، ليدخلوا إلى سلك التعليم العالي الذي يتدبر شأنه الوزير لحسن الداودي. وحُسن الحفاوة والاستقبال بسلك التعليم العالي يعني حُسن تدبير أحوال الطلبة الجامعيين اللاحقين بأسلافهم بهذا السلك في الجامعات وفق برنامج ناجع للتعليم العالي، كمرفق مستقل عن التربية الوطنية، والذي يجب أن يظل مستقلا كما في الدول المتقدمة حسب الوفا الذي أكد في معرض حديثه أن منتوج وزارة "التربية الوطنية"، في إشارة إلى الناجحين المرتقبين، سيصب في سلك التعليم العالي عند لحسن الداودي الذي عليه أن يأخذ الأهم من التدابير الناجحة لصالح الوافدين الجدد من الطلبة . وتضمنت أقوال محمد الوفا رسائل نصية إلى زميله لحسن الداودي في حكومة بنكيران، أولها دعوته إلى الدخول رسميا في مسلسل إصلاح منظومة التعليم إصلاحا حقيقيا يتماشى مع ورش الإصلاح الذي بادره محمد الوفا نفسه في سلك التربية الوطنية، خصوصا أن الدخول المدرسي المقبل سيكون محطة أولى وحقيقية لجس نبض "مستجدات" ومقدرات برنامج الحكومة بصدد التعليم المالي وبالتالي برنامج حزب البيجيدي في هدا "القطاع". وأعلن محمد الوفا، صباح أمس الإثنين بالرباط، عن التدابير الجديدة التي اتخذتها وزارته بشأن امتحانات البكالوريا، بداية من امتحانات نهاية هذا الموسم، وذلك في إطار إصلاح المنظومة التربوية، وهي التدابير التي تم تحديدها في ثلاثة، أولها، اعتماد الدورة الاستدراكية مع اختيار أحسن النقط للمترشح، وثانيها، اعتماد نظام احترازي لتأمين شهادة البكالوريا من التزوير، وثالثها وأهمها هو مقاومة الغش بإصدار "قرار 6053" بالجريدة الرسمية والقاضي بمنع إدخال الهاتف والحاسوب النقالين إلى أقسام الامتحانات، إضافة إلى اللوحات الرقمية من "طابليت" و"آي باد"وآي بود" و"آي فون" وكل ما من شأنه أن يساعد على الغش في امتحان البكالوريا من وسائل معلوماتية إلكترونية، إذ أصبح كل من أدخل هذه الوسائل إلى قسم الامتحان مساهما في الغش ويعاقب بقانون 1958 لزجر الغش. ويبلغ عدد المترشحين إلى امتحانات البكالوريا هذه السنة 451953، من بينهم قرابة 211 ألف مترشحة، وبالضبط 210.991 بما يمثل 46.68%. وهو رقم عرف ارتفاعا بنسبة 18.2% مقارنة مع سنة 2011. وبلغ عدد المترشحين من التعليم العمومي 298.645 مترشحا فيما بلغ عدد المترشحين الأحرار 128.745. وعلى ذكر الأحرار، شن محمد الوفا في معرض حديثه عن هؤلاء المرشحين حربا في إطار تدبير نفقات الدولة وترشيدها، مشددا على أنهم يكلفون الدولة مبالغ مالية ولوجيستي هامة خصوصا أن غالبيتهم تبين أنهم يستغلون هذا الامتحان في العطل من دون أن يلتزموا باستكمال هذه الامتحانات، بل تبث أن منهم من حصل على ثلاث إلى أربع شهادات ومنهم من ترشح إلى هذه الامتحانات أكثر من عشر مرات، حسب الوزير.