أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أول أمس الأربعاء على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط 22 شخصا٬ أفراد شبكة يتزعمها قيادي في "حركة المجاهدين في المغرب" تم تفكيكيها مؤخرا، وتقرر عدم متابعة إثنين منهم في حين أحيل 20 من المتهمين على قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا حيث استمر التحقيق معهم من الساعة الخامسة من أول أمس الأربعاء إلى الساعة السابعة من صباح أمس. ولقد تبين من خلال التحقيق مع المتهمين أن زعيم هذه الشبكة الإرهابية مبحوث عنه منذ ما يعرف بقضية "مول السباط" المتورط في تفجيرات 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء سنة 2003، وأن أربعة من المتهين تربطهم علاقة قرابة حيث أن إثنين منهم أخوة أشقاء وإثنين أبناء عم، كما أن واحدا من المتهمين محكوم على أخيه ب20 سنة سجنا نافذا في قضية إرهابية. وينتمي المتهمون إلى كل من مدينة وجدةوتيفلت وبركان ومكناس وطنجة والرباط وسوق الأربعاء والدار البيضاء. ووجهت النيابة العامة لهؤلاء تهم "تكوين عصابة إجرامية من أجل إعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف مع حالة العود٬ وتمويل الإرهاب وجلب الأسلحة وحيازتها واستعمالها خلافا لأحكام القانون والتزوير واستعماله والانتماء إلى جماعة دينية محظورة والتستر وإيواء مجرمين مبحوث عنهم في قضايا إرهابية٬ ودفن جثة دون الحصول على رخصة من السلطة المحلية٬ وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص وانتحال هوية والمشاركة"، كل حسب المنسوب إليه. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد أعلنت مؤخرا عن "تفكيك شبكة إرهابية كانت تنشط بعدة مناطق بالمغرب بزعامة قيادي في حركة المجاهدين في المغرب"، وحجز مجموعة من الأسلحة النارية التي أدخلت إلى المغرب من قبل أعضاء الشبكة في 2003 و2005". وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد كشفت على أن خلية “حركة المجاهدين بالمغرب”، بزعامة "أميرها" الجديد عبد الرزاق سوماح التي تم تفكيكها في الخامس من ماي الجاري، كانت تستهدف أمن البلاد وزعزعة استقرارها عن طريق ضرب مصالح أمنية وأخرى اقتصادية في مقدمتها المؤسسات البنكية لضمان تمويلاتها. وقال عبد الحق خيام رئيس الفرقة الوطنية للضابطة القضائية، إن سلسلة من الحوادث من ضمنها جثة علي البوصغيري التي تم اكتشافها مدفونة بطريقة سرية في ضيعة بسوق أربعاء الغرب شكلت إحدى الخيوط الرئيسية لتفكيك الخلية التي وصل عدد أعضائها إلى 15 عنصرا، يوجدون قيد التحقيق والبحث عن مشتبه فيهم آخرين لهم صلة بنفس التنظيم، كما شكلت أيضا خيطا رفيعا للتمكن من حجز أسلحة هذه الخلية في كل من تيفلت وسبع عيون، وهي الأسلحة التي كانت الخلية تنوي استعمالها في عملياتها التخريبية داخل المملكة. كما أكد أن تقديم أحد المشتبه فيهم بالانتماء إلى الجماعات الإرهابية في فبراير الأخير كان وراء اكتشاف جثة علي البوصغيري في ضيعة سوق أربعاء الغرب. وشدد خيام على أن اعتقال علي عراس الرئيس السابق للجنة العسكرية والتمويل الخارجي لحركة المجاهدين بالمغرب قبل أكثر من عام من الآن، قادت أبحاث الفرقة الوطنية بتنسيق مع النيابة العامة المكلفة بالإرهاب إلى تفكيك ما تبقى من خلايا "حركة المجاهدين بالمغرب" بقيادة "أميرها" الوطني الجديد، عبد الرزاق سوماح، كما كشفت عن أن الأمراء المفترضين للمناطق التابعة للتنظيم ظلوا يعملون في السرية لما يفوق الثلاثين عاما، قبل أن يقعوا بناء على تتبع الخيوط التي كشفها علي عراس، الذي تربى في خلية بروكسيل في عهد القائد الروحي والتاريخي للتنظيم عبد العزيز النعماني، إلى جانب عبد القادر بلعيرج، ومحمد النكاوي.