لم يشفع لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، تشكيكه في أحداث 16 ماي من غضبة الجماعات السلفية المقاتلة، التي اتهمته بالخذلان ووصلت حد تكفيره من موقع موالاته لأهل الكفر، وطالبه أبو عمر فؤاد بلقاسم، أحد زعماء الجماعات المقاتلة الذي يمارس الجهاد بالفلامانية حيث يقيم في بلجيكا ويبعث رسائل القتل عبر اليوتيوب، ووعد أبو عمران عبد الإله بنكيران بالأسوأ وحذره من عذاب الدنيا والآخرة، قائلا له، إن موعد الحسم قريب وهي رسالة مبطنة بفعل المكروه في حق بنكيران. وكان عبد الإله بنكيران قد شكك في المؤتمر الثاني لجمعية المستشارين الجماعيين في الأحداث الإرهابية، وها هو اليوم مطالب بتوضيح موقفه بشكل صريح سواء من طرف الجماعات المقاتلة التي أرادت منه، أن يقول، بأن المخابرات هي من فعل تلك الأفعال ومن طرف المجتمع المدني الذي يريد منه أن يقول إنه في بيتنا إرهابي. وشكك أبو عمران في اسم بنكيران الشخصي وهل عبد للإله أم لغيره؟ ووصف أبو عمران بنكيران، بأنه بعيد عن الإسلام ولا علاقة له بالشريعة الإسلامية، وقال له، إنه شخص انتهازي سعى إلى الوصول إلى السلطة ويأتمر بغير أوامر الله، واصفا إياه بأكبر الفاسدين، خصوصا، أنه سمح لقدوم من أسماها الفاجرة جينيفر لوبيز إلى المغرب، وأنه لم يقم بأي شيء من أجل طرد المدرب البلجيكي إيريك غيريتس الذي يتقاضى الملايين شهريا. وهذا ما جنته براقش على نفسها، حيث قال الحبيب الشوباني بأن المهرجانات ينبغي أن تلغى لأنها تستهلك المال العام في الوقت الذي يعرف الجميع أن المهرجانات تمول من مال المستشهرين ومن تذاكر المتفرجين. إن حزب العدالة والتنمية لم يستطع سوى التأثير على ضعاف القلوب من العلمانيين، يقول أبو عمران، أما المؤمنون فهم يعرفون حقيقة حزب العدالة والتنمية الذي يدعي محاربة الفساد والاستبداد، وهو قول موجه كذلك لمصطفى الرميد والشوباني اللدين أعجبهما هده الأيام الظهور المستمر في الصحافة ليقولا كل شيء ولا شيء. فما هو ردهما على هذا الإرهابي؟، فهو لم يفعل سوى الاقتناع بأفكارهم التي تشكك في كل شيء وتحرض على محاربة الفساد دون شرح معانيه ومغازيه ودلالاته ويطالب اليوم بنكيران وجماعته بتطبيقها. وقال فؤاد بلقاسم المطلوب في أوروبا بسبب تصريحاته التحريضية على الإرهاب، في رسالته "إن أول ما رأيناك وأول من شاهدناك عندما فزت في الانتخابات أحسسنا بالذل والمهانة، وأنت تركع لغير الله"، وأضاف، أن الكل سيتبرأ من بنكيران، وحتى حزب العدالة والتنمية، يقول أبو عمران في رسالته، إن حزب العدالة والتنمية الذي لا علاقة له بالعدالة والتنمية سيتبرأ من زعيمه. وقال أبو عمران في خطابه إلى رئيس الحكومة، "إن هدايتك أحب إلي من هلاكك وهداية حزبك أحب إلي من هلاكه"، وأضاف، "هذه نصيحة مشفق بك، أنت كنت دائما تتحدث بخطاب إسلامي، وأنت بعت دينك بعرض الدنيا، والمصيبة أنك بعت دينك بدنيا غيرك والعياذ بالله". إن الرسالة في شكلها لا تخرج عن نطاق الفكر السلفي الإرهابي الذي يغذيه الخطاب الشعبوي نفسه، فكلما قلنا، إن الإرهاب لا يتوب انبرى زعماء العدالة والتنمية ليصفوا هذا الموقف بأنه استئصالي والواقع أنه غير ذلك. إنه الحقيقة المرة التي لا يريد هؤلاء الاعتراف بها، وهي أن السلفيين والجهاديين منهم على الخصوص يتربصون بنا كل وقت وحين ويبعثون الرسائل الواضحة والمشفرة، وآخر رسالة لهم هي تلك التي بعثها أبو عمران لمن يهمه الأمر لينفذ الأمر فيمن يراهم كفارا أو ساعدوا الكافرين، وهي رسالة لا تعني غير القتل والتدمير، فهل يعي بنكيران أن الذين معه هم الذين ينتقدون خطابه أم سيجر علينا الويلات؟.