أعاد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية التأكيد مرة أخرى على شكوكه في أحداث 16 ماي، وهي الشكوك التي أوردته موارد الهلاك يوم قال إنه إذا كان إبراهيم الخليل شك في وجود الله فإنه من حقه أن يشك في الحدث المذكور، ناسيا أن نبي الله لا يشك في الله، لكن بنكيران يجهل الدين قدر جهله بالسياسة التي دخلها وهو لا يريد منها ما وصل إليه فانبهر بشكل جعله كالسكران. لكن بنكيران ليس بالرجل الذي لايعرف ما يقول، إن بنكيران لما يعيد التشكيك في أحداث 16 ماي يختار التوقيت المناسب، وهذه المرة اختار قرب موعد الانتخابات كي يبعث رسالة خاصة لمن يهمه الأمر، هذه المرة الرسالة ليست في اتجاه شيطنة أعداء العدالة والتنمية وأولاد التوحيد والإصلاح ليقوم الآخرون بالواجب، الواجب هذه المرة أن يقوم السلفيون والسلفيون الجهاديون وعائلاتهم بالتصويت على حزب العدالة والتنمية. إن التشكيك عملية ليست بريئة خصوصا وأن الحزب المذكور صوت على قانون مكافحة الإرهاب وقال حينها إن المغرب مستهدف من قوى إرهابية، اليوم غير رأيه واستعر خصوصا بعدما وافق مجلس النواب على قانون يمنح الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني الصفة الضبطية، مما سيجعلها تعمل تحت إشراف النيابة العامة، وخروج هذا الجهاز سينهي الأساطير المؤسسة لسياسة العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح ومن يدور في فلكها من شبيبة ونقابة. واستمرأ بنكيران، الذي كان يتحدث في مؤتمر بسيانس بو، الحديث وعاد مرة ثانية ليستغل الخصومة السياسية بين حزبه وحزب الأصالة والمعاصرة ليقول إن هذا الأخير تعثر في مخيم كديم إزيك، وكان قد حمل الحزب مسؤولية الأحداث المذكورة قبل أن تنهي لجنة تقصي الحقائق النيابية مهامها، وفي هذا انسجام تام مع أطروحات العدو، لأن التحقيقات والتحريات التي أعقبت الأحداث الأليمة أكدت ضلوع عناصر البوليساريو المدربة في الجزائر في الأحداث المذكورة، وحتى تحقيقات محايدة أكدت الأطروحة المذكورة. وهو استعمال لوسائل الضرب تحت الحزام مع خصومه ناسيا أن يسيء للبلد أكثر مما يسيء للحزب المذكور. أما ثالثة الأثافي والتي أكدت تفاهة بنكيران هو قوله، بلغة فرنسية شبيهة بترجمة ركيكة لجمل بالدارجة المغربية، إنه إذا لم يستقبله الملك فلن يموت، فما علاقة هذا القول بالممارسة السياسية؟ فهل مفروض في الملك أن يستقبل زعماء الأحزاب كل وقت وحين، أم أن ذلك رهين بالظروف السياسية؟ أم أنه نسي أن الملك هو حكم بين الفرقاء السياسيين وبالتالي ما الداعي لاستقبال بنكيران؟ فالملك يستقبل زعماء الأحزاب السياسية عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، لكن بنكيران الذي يعتقد أو يريد أن يوهم الآخرين أنه أفضل من كل الأحزاب السياسية، وهو المستقوي بالعثمانيين الجدد، يريد أن يعامله الملك معاملة خاصة.