اندريه فيولاز قال خبراء ودبلوماسيون، إن المهمة التي يبدأها كوفي انان الأربعاء تشكل فرصة للتفاوض على وقف لإطلاق النار على الأقل في سوريا بينما تبدو الأسرة الدولية غير قادرة على وقف العنف المستمر منذ حوالي السنة. ويلتقي موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية الأربعاء في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قبل ان يتوجه السبت إلى دمشق للقيام ب "مهمة بالغة الصعوبة (تشكل) وتحديا صعبا"، كما قال. وقد حدد كوفي انان الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمره الصحافي الأول وهي السعي إلى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي أسفرت عن 7500 قتيل على الأقل والعمل على إدخال المساعدة الإنسانية" و"إيجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد". وذكرت مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزس غروب) ان "فرصه بالنجاح ضئيلة لكنه يمثل اليوم أفضل أمل" في التوصل إلى حل تفاوضي، وهو أمل "يجب عدم التفريط به". واعتبرت لويز اربور رئيسة هذه المجموعة من الخبراء، أن "كل يوم من أعمال العنف وكل ضحية جديدة يؤخر إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية". وأوجز سفير غربي المسألة بقوله "حتى لو ان فرص النجاح تبلغ خمسة في المائة، من الضروري ان نقوم بالمحاولة". ويملك كوفي انان أوراقا وإمكانيات عدة. فهو الأمين العام السابق للأمم المتحدة (1997-2006)، ووسيط موهوب اتخذ مواقف انتقد بها حرب الخليج وتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا. وقد أكسبته هذه المواقف صفة محاور نزيه حتى من قبل حلفاء دمشق. وقال السفير الإيراني في الأممالمتحدة محمد خزاعي الذي التقاه في نيويورك، انه دهش "بتصميمه الكبير على معالجة الملف السوري معالجة مستقلة ومن دون مواقف مسبقة". وأضاف، "نظرا لفهمه الدقيق للمشاكل وشخصيته القوية المحترمة، نعتقد ان انان يستطيع الاضطلاع بدور فعال". وقال ريتشارد غاون من جامعة نيويورك، إن "انان هو أفضل من يسعى إلى تأمين الحماية للمدنيين في سوريا لأنه أبدى شكوكا حول ليبيا". لكنه أضاف ان مشكلته هي انه يمثل في الوقت نفسه الأممالمتحدة والجامعة العربية، المقسومتين بين فريق يدعو إلى التدخل (السعودية وقطر) وآخر يدعو إلى التريث. وأكد دبلوماسي غربي، أن "الروس هم الذين يمسكون بمفتاح" نجاح مهمة كوفي انان. وتساءل "هل سيبتعدون عنه ام سيتعاملون معه كما نتعامل نحن معه، أي باعتباره أفضل فرصة لكسر حلقة العنف". وغداة انتخاب فلاديمير بوتين، حض الأوروبيون والأمريكيون موسكو على إعادة النظر في دعمها الثابت لبشار الأسد. لكن إقدام موسكو وبكين على إرسال مبعوثين إلى الشرق الأوسط، هما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى القاهرة، والسفير الصيني السابق في دمشق، أثار الشكوك. وقال كوفي انان أيضا، إن "لمن الأهمية القصوى إلا يكون هناك سوى وساطة واحدة". لكن دبلوماسيا علق على هذا الوضع بالقول ان المهم هو ان "الروس والصينيين بعثا بالرسالة الجيدة" إلى الرئيس السوري. من وجهة نظير تكتيكية، يقول مايكل وحيد حنا من مؤسسة "سنتشري فاونديشن" إنه من مصلحة كوفي انان البدء بالجانب الإنساني من مهمته، أي "التفاوض على وقف لإطلاق النار أو على الأقل على هدنة تتيح وصول المساعدة الإنسانية، ثم إقامة وجود دائم في (سوريا) واختيار فريق لإجراء عمليات تقويم". وأضاف، "من المبكر الحديث عن عملية انتقالية سياسية تلي خطة الجامعة العربية، فالنظام غير موافق والمعارضة ليست مستعجلة" للتفاوض بعد قمع قاس مستمر منذ أشهر.