لعل بنكيران أهم شخصية ينطبق عليها نموذج الذين يخلطون عملا صالحا بآخر سيء، فلما تحدث عن الصحافة صنفها إلى صحافة صديقة وصحافة عدوة. فكان يتحدث عن صحافة قد تكون خرقت القانون وهو يوجه رسالة إلى صحافة لم تلين خطابها تجاه حكومة بنكيران وحزب العدالة والتنمية. فالمناسبة شرط كما يقول المناطقة. والمناسبة، هنا اللقاء الذي نظمته اللجنة الإعلامية للحزب حول التواصل السياسي. وربطا للكلام بالمناسبة، فإن بنكيران يريد وضع خطة لتركيع الصحافة العدوة مع استسلام كامل للصحافة الخارجة عن القانون والتي تخرقه كل وقت وحين. ونشير، إلى أنه لا يمكن وصف الصحافة لا بالعدوة ولا بالصديقة. ولكن صحافة تحترم القانون وصحافة ينبغي ردعها قانونيا لتحترمه. ونقصد بالقانون هذا الذي ينظم المهنة حاليا حتى لو اختلفنا مع بعض بنوده ونطالب بتغييرها لكن إلى لحظة ميلاد قانون جديد نلتزم بالقانون الحالي. والتصنيف الذي قدمه بنكيران لا يعني شيئا غير وضع خطة محكمة لتركيع الصحافة التي لم تماشي حكومة بنكيران. فنحن نفهم، بأن الصحافة العدوة ليست تلك التي تحدث عنها في لقائه التواصلي، ولكنها، صحافة خارج القانون أما الصحافة العدوة فهي تلك التي لم يستدعها وزراؤه أثناء اللقاءات التي عقدوها مع الصحافة. فالصحافة حرة مستقلة بقوة القانون، والدستور الجديد ضمن لها حرية الاشتغال والحق في الوصول إلى المعلومة، وهي تشتغل في إطار القوانين الناظمة للعمل الصحافي وللحقل الإعلامي. والصحافة سلطة رابعة، وليس من مهام السلطة أن تكون عدوة لأحد ولا صديقة لآخر، فالسلطة هي أداة تراقب الخروقات والاختلالات، والصحافة الصديقة التي يريدها بنكيران ستغض الطرف عن أفعال وسلوكات وزراء الحكومة إذا كانت خارجة عن القانون. فمفهوم السلطة الرابعة، هو العين اليقظة المنتبهة التي تقوم عمل الحكومة وإذا نشرت معلومات دقيقة تقوم السلطة القضائية بالبحث والتحقيق فيها. والصحافة ليست فوق القانون، ولا يمكن أن تكون ما دون القانون، ولن تكون هدفا في مرمى أحد، ولن تكون هي المشجب الذي يعلق عليه بنكيران اضطرابه منذ رئاسته للحكومة سواء على مستوى السلوك أو الفعل. فهي ليست فوق القانون ولا دونه ولكنها تعمل في إطار القانون، ليست فوق القانون بمعنى أنها لو أخطأت فإنها ستكون تحت طائلة القانون، لكن لا يمكن أن يتحول القانون إلى سيف ديموقليس مصلتاً على رقاب الصحافيين. وتبين، أن بنكيران ليس له القدرة على مواجهة نوع من الصحف التي تغتاب وتخرق القانون وتهاجم المؤسسات وتتواطأ، وتسعى إلى زعزعة الاستقرار وفبركة الأحداث والوقائع التي من شأنها إثارة الفتنة. ويبدو أن بنكيران، عازم على مواجهة الصحف التي تنتقده وتنتقد حزبه ولا يهمه إن كانت تنتقد غيره أو تهاجم المؤسسات. ليس في الصحافة صداقة وعداوة ولكن هناك قانون ينضبط له الجميع وإذا أحس بنكيران بصحافة تخرج عن القانون فهناك وسائل لردها إلى جادة الصواب.