يتذكر المغاربة أو على الأقل المهتمين بكثير من الاشمئزاز تلك الصورة اللا أخلاقية التي نشرت لحظة اعتقال السمسار علي عمار وعشيقته في شقتها على خلفية سرقة نفذاها معا، ضد زوجة عمار الفرنسية، كانت بقايا كؤوس الخمر متناثرة فوق الطاولة، وأكل لم يكملاه، ليعطي السمسار الذي يتحدث عن أخلاق الساسة، الصورة الحقيقية عنه وعن أخلاقه التي لا تعترف سوى بالخمر والعلاقات الجنسية المفتوحة. الباحث عن الشهرة ولو عبر قنوات الكذب، يعرف أكثر من غيره أن ما كتبه في إصداره الأخير بتعاون مع الصحافي الفرنسي تيكوا لا يحمل أي حقيقة، بل هو مجرد تأويلات ناتجة عن خياله، ومغامراته الشبقية التي لا تنتهي ومع من يصادف في أول الطريق. وبكثير من الصفاقة، يتحدث عمار، في محاولة جديدة لابتزاز النخبة الفرنسية هذه المرة عن مدينة مراكش وعن ممارسات لا تعدو أن تكون جزءا من سلوكات شاذة لساسة فرنسيين استغلوا الفقر والحاجة، فاستغل السمسار عمار هذا الجشع الفرنسي من أجل تحقيق مكاسب مالية يصرفها على نزواته وميولاته الجنسية الشاذة، والتي جعلت زوجته تنفر منه بعدما تأكد لها صعوبة شفائه. وربما من أجل خدمة جزء من الساسة الفرنسيين في عز الانتخابات الرئاسية الفرنسية سلك عمار نفس المسالك التي تعود عليها حتى وهو في المغرب، أي مسالك الابتزاز المالي والأخلاقي، وترجيح كفة هذه الجهة على الأخرى ولو من خلال الضرب تحت الحزام، وهي عادة ألفها السمسار علي عمار، منذ كان لاجئا صحافيا في المغرب يقتات من أجل الحصول على قارورة ويسكي، ويبحث عمن يأويه في لياليه الباردة فلم يكن يجد سوى المنحلين والفاسدين الذي يرتبط معهم بعلاقات مشبوهة. الذين يعرفون علي عمار، يعرفون أنه ليس له لا في العير ولا في النفير، وأن الحديث عن الإصلاحات الدستورية في المغرب لا يعدو أن يكون صفقة تجارية عقدها مع أطراف لا ترغب في أن يحقق المغرب طفرة ديمقراطية لا يمكن أن يشعر بها هو نفسه، لأنه ببساطة أجر مؤخرته لرمي فضلات أولياء نعمته الفرنسيين الذين يوفرون له الخمر الرخيص الذي بالكاد يحصل على ثمنه، ولأن السمسار لا يمكن أن يعيش إلا حيث تعيش الفيروسات القاتلة، فإنه استغل الحراك السياسي الذي يعرفه المغرب اليوم لدغدغة مشاعر الفرنسيين الحاقدين، وكثير من أولئك الذين ينظرون إلى المغرب بعين الريبة، ليتأكد أن السمسار عمار لا يعنيه من كتابه ولا من تصريحاته إلا ما يجنيه من أموال يصرفها على عشاقه وعشيقاته. ليس غريبا أن يتحول السمسار إلى حمال يحمل أمتعة أسياده، فما يهمه في نهاية المطاف هو ما يمنحوه له من دريهمات تكفيه لبعث قليل من الدفء في جسده البارد برودة الطقس، وليس عجبا، أن يتحدث بكل ذلك الحقد والعداء عن مغرب تطور في غفلة من السمسار وكثير ممن يدورون في حلقته