تداول المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، المنعقد مساء أول أمس الأربعاء، جميع الإمكانات المتاحة لتشكيل قطب يساري يشكل معارضة قوية داخل البرلمان ووسط الحركات الاجتماعية، وبنى المكتب السياسي نقاشاته على أساس خروج الاتحاد الاشتراكي للمعارضة بعدما رفض المجلس الوطني للاتحاد طلب بنكيران المشاركة في حكومته حفاظا على الهوية الاشتراكية الديمقراطية لحزب القوات الشعبية. وحسب مصدر من المكتب السياسي، فإن القيادة الحزبية لم تقرر في أي توجه سواء تعلق بالتنسيق أو الاندماج أو غيره لأن الموضوع يعود إما للمجلس الوطني أو المؤتمر العام للحزب، لكن التوجه العام الذي طغى على النقاشات هو تشكيل قطب اشتراكي كبير يمثل حاضنة للاحتجاجات الاجتماعية والمطالب الأساسية للمواطنين كما هو عهد اليسار. وفي حالة إيجاد أي صيغة لتوحيد اليسار سواء عبر الاندماج في الاتحاد الاشتراكي أو تكوين تنسيقية حزبية سيعرف المغرب على عهد حكومة بنكيران أقوى معارضة بما تضم من برلمانيين داخل المؤسسة التشريعية وكذلك من خلال حضوره في منظمات المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية والمطلبية، ويتوفر اليسار على نقابات قوية لو تم توحيد عملها وتنسيق جهودها لكانت من أقوى النقابات، ويتعلق الأمر بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والمنظمة الديمقراطية للشغل التي خرجت كلها من رحم واحد. ويذكر أن الحزب الاشتراكي، الذي يتزعمه الطبيب عبد المجيد بوزوبع، ولد كنتيجة انشقاق عن المؤتمر الوطني الاتحادي الذي انشق بدوره عن الاتحاد الاشتراكي عقب المؤتمر الذي جاء بعد قيادة الاتحاد بزعامة عبد الرحمن اليوسفي لحكومة التناوب التوافقي، وبعدها تناسلت الانشقاقات في المنظمات الاجتماعية، فبعد خروج الأموي من الاتحاد الاشتراكي انشق نقابيو الاتحاد وأسسوا الفيدرالية الديمقراطية للشغل بزعامة الطيب منشد وبعد انشقاق بوزوبع عن الأموي وتأسيس الحزب الاشتراكي خرجت المنظمة الديمقراطية للشغل من رحم الكونفدرالية فتحولت النقابة الكبيرة التي ظلت مرتبطة بحزب القوات الشعبية إلى ثلاث مركزيات نقابية. واكتشف اليساريون أن أصواتهم توزعت على مرشحين كثر في مواقع عديدة كان بإمكانهم مجتمعين أن يحصلوا على مقاعد إضافية ومهمة قد تغير المعادلة السياسية بالمغرب.