أم الإرهابي قصة غريبة يرويها رئيس للشرطة القضائية بمدينة من مدن المغرب، قصة توضح أن بعض الناس لا يريدون الحق ويبرؤون أقرباءهم حتى لو كانوا مجرمين، فأم المجرم تقول : ولدي بريء حتى لو شهد العالم بأنه مجرم وقس على ذلك أم الإرهابي : تقول ولدي بريء حتى لو كان بحوزته سلاح لتجنيد كتيبة بأكملها. قصة رئيس الشرطة القضائية كما يرويها وعليها شهود، أنه كان مارا بسيارة المصلحة في إطار جولة تفقدية فلاحظ شابين يخرجان من الغابة متوجهين نحو حافلة للنقل الحضري، ارتاب في حالتهما فأوقف سيارته وتوجه نحوهما بسرعة، وبمجرد أن طلب من أحدهما بطاقتهم، تبين أن الشابين يريدان به سوءا فعاجل واحدا منهما بضربة فسقط الأرض وانفضت طبيعته، حيث سقط سيف كبير الحجم. رئيس الشرطة القضائية قدمه لضابط للتحقيق معه وعرضه على أنظار العدالة، فاتصل شخص معروف وبرلماني بالمنطقة برئيس الشرطة القضائية ليشتكي له من ظلم رجال الأمن، الذين اعتدوا على قريب له وهو شخص طيب وبريء، فرد عليه الرئيس طبعا ينبغي أن أكذب نفسي وأصدقك، أنا الذي أوقفته، فقطع صاحبنا المكالمة وتم تقديم المجرم للعدالة حيث اتضح أنه محط شكايات كثيرة. سيدة جاءت تبكي وتولول عند قريب لها معروف بالمدينة، لقد أوقفت الشرطة ابنها المواطن البسيط الذي "لا يحرك دجاجة على بيضة"، وأن أولاد الحرام هو الذين اعتدوا عليه، وأن الشرطة لم تكن منصفة، تدخل فاعل الخير فندم ندما شديدا، عندما علم أن الشاب الوديع والبسيط كان يحمل سيفا هدد مقهى بكاملها وأصاب بعض الأشخاص وعثر بحوزته على مخدرات وحشيش. فعاد ليقول لأمه ابنك مظلوم لكن لو تدخلت لإطلاق سراحه فستكون الكارثة، أي أنه سيفتك بالباقين وبالشهود، بل سيستغل هذا التدخل ليتحول من مجرم صغير إلى فرعون. وقال المغاربة قديما "شكون شكرك لعروسة، أمها وأختها"، فليس هناك أم تتهم ابنها وليس هناك أب يتهم ابنه، فالأبناء أبرياء في نظر آبائهم حتى لو كانوا من عتاة المجرمين. أوردنا كل ذلك لنقول لا تصدقوا الكلام الذي قالته عائلة المتهم بكونه ليس أميرا لخلية البتار، ولا يعني ذلك أننا ندينه ما دام بين يدي القضاء ليقول كلمته فيه. وقد تكون العائلة محقة في كلامها لكنها تجهل حقيقة إبنها، وكم من الآباء يقسمون بالأيمان الغليظة على أن أبناءهم لا يفعلون شيئا حتى يكتشفوا بأم أعينهم ما يفعله أبناؤهم من موبقات وجرائم. فقد يكون في بيتنا إرهابي دون أن ندري، وقد يكون في بيتنا لص دون أن ندري، وقد يكون في بيتنا مريضا نفسيا دون أن ندري، فكم من بيت ترتكب فيه الفواحش دون أن يعلم صاحبه بذلك، بل يظن أن عائلته لا تضم إلا أولياء الله فيكتشف في النهاية أنه وسط شياطين. والإرهابي أيتها العائلة، التي نقدر موقفها، من أشد الناس تكتما، فهو يعد زوجته في لحظة حميمية بسلسلة ذهبية في الوقت الذي يتهيأ ليغتسل ثم ليفجر نفسه.