ضرب فيروس (بيتيا) اليوم بشكل موسع عشرات الشركات الكبرى والمؤسسات الأوروبية، خاصة في روسياوأوكرانيا، في هجوم إلكتروني مشابه لذلك الذي أصاب قبل شهر 200 ألف مستخدم في 150 دولة. وأعلنت شركة الأمن الإلكتروني الروسية (جروب-آي بي) في بيان لها أن (بيتيا) هو "فيروس يشبه (واناكراي)- المتسبب في هجمات مايو/آيار الماضي والذي كان يوقف عمل الحواسب ويطالب بدفع 300 دولار على هيئة بيتكوين". كما حذرت شركة (معامل كاسبرسكي) المتخصصة في مجال الأمن الإلكتروني أيضا أن الفيروس انتشر في جميع أنحاء العالم. وأوضح رئيس قسم التحقيقات الدولية في الشركة كوستين رايو أن الفيروس هو من نوع "حصان طروادة الذي ينتشر بشكل ذاتي مثل (واناكراي)"، قائلا إنه لا يزال من المبكر التعرف على البرنامج المصمم له خاصة أنه يعتمد "نظام عدوى" مختلف عن الخاص ب(بيتيا). إلا أن أوكرانيا هي الدولة الأكثر تضررا من الهجوم المعلوماتي ولم تتأخر سلطاتها في تحميل مسئوليته لموسكو رغم وجود شركات حكومية ومصارف روسية ضمن الجهات المتأثرة. وقال أرسين أفاكوف مستشار وزير الداخلية الأوكراني "لا شك أن روسيا تقف وراء كل ذلك لأن الحرب الهجينة أصبحت شائعة اليوم". وفي باقي أنحاء أوروبا، تبرز شركة (مايرسك) الدنماركية للنقل البحري التي أكدت عبر موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي اليوم سقوط أنظمتها "في أماكن عدة" وتأثر أعمالها نتيجة "هجوم إلكتروني". وانضمت إليها كل من (سانت جوبين) الفرنسية لمواد البناء و(ميرسك) الأمريكية للأدوية، اللتان اعترفتا بتعرضهما لهجوم بفيروس ربما يكون أكثر خطورة من (واناكراي). وقال متحدث باسم (سانت جوبين) إن "مجموعات فرنسية كبرى تضررت أيضا"، بينما ذكرت السلطات الألمانية أن بعض الشركات في البلاد تعرضت لهجوم (بيتيا). وأشار المكتب الفيدرالي لتقنيات المعلومات في ألمانيا إلى أن الفيروس استغل نفس الثغرة في نظام تشغيل (ويندوز) مثلما فعل فيروس (واناكراي). في نفس السياق، حثت السلطات الألمانية الشركات على التعامل بجدية مع ملف الأمن الإلكتروني وتحديث أنظمتها المعلوماتية لأن برامج معالجة هذه الثغرات متاحة منذ أشهر. وبحسب الصحافة البريطانية، فقد تعرضت شركات من بريطانيا وهولندا وإيطاليا وبولندا وبيلاروسيا ودول أخرى لهجمات بهذا الفيروس. من جانبه، أوضح مسئول الدراسات والتوعية في شركة (إيسيت) للأمن الإلكتروني جوسيب ألبورس في تصريحات لوكالة (إفي) أن الفيروس الجديد لا يبدو أنه يشفر البيانات مثل (واناكراي)، بل يغير محتوى القرص الصلب" ما يجعل من الصعب الوصول له.