أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الفطر، اليوم الأحد، في مدينة حماة وهي المدينة التي شهدت مجازر بشعة ارتكبتها قواته بمعية الميليشيات الشيعية من إيران ولبنان وخلفت آلاف الضحايا من الأبرياء. وأراد الأسد بهذه الزيارة، وهي أبعد مسافة يقطعها داخل سوريا منذ بدء القتال في عام 2011، أن يظهر تزايد ثقته في السيطرة على الأوضاع في البلاد بعد أن حققت قواته انتصارات بمساعدة ضربات جوية روسية وعشرات الألاف من المقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. ونقل التلفزيون السوري الرسمي في بث مباشر الصلاة من جامع النوري في مدينة حماة بحضور مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد ومحافظ المدينة محمد الحزوري وعدد من مسؤولي المحافظة وعشرات المواطنين. وأم الصلاة الشيخ نجم الدين العلي مدير أوقاف حماة. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن نجم الدين العلي مدير أوقاف حماة الذي أم الصلاة قوله "أداء الرئيس الأسد لصلاة العيد في قلب حماة هو إشارة وبشارة بأن السوريين على بعد خطوات من الانتصار وعودة الأمان والسلام إلى ربوع سوريا". وكانت قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد قد تقدمت حتى أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة الواقعة في شمال سوريا في مارس قبل أن يتمكن الجيش وحلفاؤه من إجبارها على التراجع. ونتيجة النزاع الذي دخل في 15 مارس عامه السابع، باتت مدينة حماة مركز المحافظة مقرا لثلاثة محافظين سوريين، إذ إن المحافظة تحدها شرقا محافظة الرقة وشمالا محافظة إدلب اللتان يسيطر عليهما على التوالي جهاديو تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل إسلامية. أما المحافظة نفسها المحاذية لست محافظات سورية، فتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة عليها. ويتواجد تنظيم "الدولة الإسلامية" أساسا في الريف الشرقي للمحافظة فيما تسيطر الفصائل المعارضة على مناطق في ريفها الشمالي. وفي العام الماضي أدى الأسد صلاة العيد في حمص التي تقع على مسافة أقرب إلى دمشق من حماة بنحو 40 كيلومترا، في آخر ظهور علني له. ولم يزر الأسد حلب منذ طرد الجيش مقاتلي المعارضة في ديسمبر والذي كان أكبر انتصار للأسد في الحرب.