تفقد الرئيس السوري بشار الاسد ليل الاربعاء-الخميس قواته في حي جوبر الدمشقي حيث اوقعت المعارك في اليوم الاخير من السنة 25 قتيلا بين عناصر النظام، معربا عن امله بان يحمل العام الجديد لهم "الانتصار". وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ان الاسد وبمناسبة حلول العام الجديد "قام بزيارة إلى جوبر التقى خلالها مع جنود وصف ضباط وضباط الجيش العربي السوري". وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق شريط فيديو طويل، ظهر فيه الرئيس السوري وهو يصافح جنودا وضباطا داخل متاريس ودشم، وعلى دبابات وآليات جند. وكان الاسد يكرر لكل مجموعة "كل عام وانتم بخير… طبعا لا احد يشعر بالعيد، كل الدنيا حرب، لكن في كل مناسبة، هناك امل جديد". وتابع "العيد يكون بالانتصار، لا عيد سواه". كما قال للبعض "سلموا على اهلكم"، و"انا سعيد بتمضية العيد معكم". ونقلت "سانا" عن الاسد قوله "إذا كانت هناك مساحة من الفرح باقية في سورية، فهي بفضل الانتصارات التي تحققونها في مواجهة الإرهاب"، و"استقبال العام هو أمل لكل الناس.. لكن أكبر أمل هو بانتصار قواتنا المسلحة وكل من قاتل إلى جانبهم في معركتنا ضد الإرهاب". كما اظهرته الصور وهو يتناول البطاطا المسلوقة والفول مع البندورة والخبز بين مجموعة من الجنود. وقال له احد الجنود "اكبر معنويات بالنسبة لنا، ان نرى سيادتك". وكان في الامكان سماع طلقات نارية في الشريط.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في منتصف مارس 2011، اصبحت تنقلات الاسد نادرة. ومنذ سبتمبر، بدات قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني عملية عسكرية واسعة لاستعادة حي جوبر في شرق العاصمة، من سيطرة مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه منذ صيف 2013. وتدور في الحي معارك تعنف حينا وتتراجع احيانا بين الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة على الحي. وقد شهدت الاشهر الاخيرة تقدما لقوات النظام فيه.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس عن "مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها واصابة العشرات الآخرين بجروح امس، في اشتباكات مع كتائب اسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في حي جوبر". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هؤلاء سقطوا خلال النهار. واشار الى سقوط ثلاثة صواريخ صباح الخميس يعتقد أنها من نوع ارض- ارض على مناطق واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في جوبر الذي تعرض ايضا لاربع غارات جوية نفذتها طائرات النظام. ويكتسب حي جوبر اهمية كبرى كونه مفتاحا الى ساحة العباسيين في وسط دمشق. وبالتالي، يسعى النظام بالحاح الى ابعاد خطر المعارضة المسلحة عن العاصمة. كما انه مفتاح استراتيجي بالنسبة الى المعارضة، كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقل المعارضة السورية المحاصر من قوات النظام.