بعد هدنة دامت لبضعة أسابيع إثر تدخل الأمين العام للأمم المتحدة، يبدو أن جبهة البوليساريو الانفصالية تسعى إلى تسخين الأجواء خلال هذا الصيف في الصحراء، حيث لمحت إلى أنها ستسعى إلى وقف حركة النقل عند معبر الكركرات على الحدود مع موريتانيا والذي كان مسرحا لمناوشات بين المغرب والجبهة كادت تتحول إلى مواجهة عسكرية. هذا وأصدرت جبهة البوليساريو، الأربعاء 21 يونيو بيانا عقب اجتماع عقدته الأمانة العامة تحت رئاسة زعيم الجبهة إبراهيم غالي، أكدت فيه أن إحداث أي معبر على مستوى خط وقف إطلاق النار أو حركة تنقل عبره هو بحد ذاته انتهاك صريح للاتفاقية العسكرية رقم 1″. وطالبت الجبهة الانفصالية، المدعومة من الجزائر، "بالتحرك العاجل لتطبيق مضمون قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بخصوص معالجة المسائل الناجمة عن الخرق المغربي في الكركرات، والشروع الفوري في مسلسل المفاوضات المباشرة بين الطرفين، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية." كما نبهت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو الى خطورة الوضعية الناجمة عما أسمته ب"الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات". كما شدد بيان الأمانة الوطنية على "ضرورة تقيد بعثة المينورسو بالمبادئ والمقاييس التي تحكم بعثات السلام في العالم، من حيادية وشفافية وتعاطي مع السكان بكل حرية، مع الإلحاح على العودة الفورية وغير المشروطة لمكون الاتحاد الإفريقي في البعثة، باعتبار الاتحاد شريكاً للأمم المتحدة في إعداد وتطبيق خطة التسوية لسنة 1991". هذا وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس قد شدد في أبريل الماضي على ضرورة الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط للبوليساريو من المنطقة العازلة الكركرات، في تقريره الأخير الذي تم تعميمه على مجلس الأمن. وقد عمل الأمين العام الأممي في تقريره الجديد على "تقديم مقترح جديد لحل نزاع الصحراء"، حيث قام بتوجيه طلب لمجلس الأمن من أجل " مطالبة جبهة البوليساريو بالانسحاب الفوري غير المشروط من منطقة الكركرات". وتضمن بأنه سيتم العمل على ايجاد حل لمشكل الكركرات والتي باثت تشكل هاجسا لغوتريس، والذي أفصح عنه من خلال قوله أنه " يظل يشعر بقلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بهذه المنطقة، وإزاء التحديات التي يمثلها وجود هذه المنطقة العازلة".