في سابقة خطيرة في تاريخ المؤسسات العمومية بالمغرب، شارك مدير وكالة المغرب العربي للأنباء، خليل الهاشمي الإدريسي في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الوطني السادس للتجمع الوطني للأحرار، الذي انعقد الأسبوع الماضي في مدينة الجديدة، والغريب في الأمر، أن الهاشمي أعطى تعليماته من أجل تعيين طاقم كبير من الصحافيين والمصورين لتغطية هذا المؤتمر. ويعتبر حضور الهاشمي لهذا المؤتمر مسا خطيرا بمصداقية وحيادية "لاماب" المفروض فيها أن تأخد نفس المسافة اتجاه مختلف الفرقاء السياسيين، وهي المبادئ التي حرص جميع المدراء العامين السابقين للوكالة على إحترامها والدفاع عنها منذ تأسيس هذا الصرح الإعلامي في خمسينيات القرن الماضي. ويشكل هذا الحضور إعترافا بالجميل إتجاه عزيز أخنوش، رئيس حزب "الحمامة" الذي كان له الفضل في تعيين الهاشمي على رأس الوكالة سنة 2011، رغم أن إقتراحه لهذا المنصب كان الغرض منه في الحقيقة التخلص من الرجل على رأس جريدة "أوجوردوي لوماروك" التي كان يلتهم أكثر من 10 ملايين سنتيم من رأسمالها كراتب شهري والتي يعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري، أحد المساهمين الرئيسيين فيها. ولا يستبعد الملاحظون أن يكون عزيز أخنوش نفسه هو الذي تدخل له لدى الديوان الملكي من أجل تمديد مهمة الهاشمي على رأس الوكالة بعدما وصل في غشت الماضي إلى سن التقاعد القانوني، وذلك ضدا على إرادة العاملين وعلى مصلحة هاته المؤسسة ومستقبلها.