لا يزال النقاش الجتماعي لإيجاد مخرج من الأزمة محتدما، و أيضا يراوح مكانه و لا يكاد يعوج عن بقعته، فكل طرف من أطرافه يتشبث بمواقفه لا يحيد عنها، و هو ما حول النقاش إلى جدل عقيم بين قوم صم بكم. هكذا كانت آخر حلقة في النقاش، هو اقتراح تنظيم أرباب العمل، الكونفدرالية الإسبانية لتنظيمات المقاولين، التشريع القانوني لمدة مؤقتة تدوم ستة أشهر أو سنة دون أن يترتب عنها حقوق و تعويضات للعامل، أو واجبات ضريبية على المقاول. أو كما عبر عنها المكلف بعلاقات الشغل في الكونفدرالية هو عقد "لمدة تتراوح بين ستة أشهر و سنة، دون حماية لأجل العطالة، و ب "صفر" واجبات على المقاولين". وقد أثار هذا الإقتراح الرأي العام الإسباني فباستثناء الحزب الشعبي الذي تجنب إزعاج حلفائه في كونفدرالية رجال الأعمال، حيث صرح المنسق الإقتصادي للحزب الشعبي كريستوبال مونطورو بأنه لم يطلع على اقتراحات أرباب العمل، و أضاف بأن الحزب الشعبي له اقتراحاته المعروفة و التي لا تتطابق مع اقتراحات الكونفدرالية، مضيفا بأنه في كل الأحوال "ينبغي تقليص كلفة التشغيل لنكتسب قدرة على المنافسة"، مومئا إلى اتفاقه في العمق مع اقتراحات رجال الأعمال و إن كان ليس من حيث الشكل. و قد جاء رد الفعل النقابي عنيفا على هذه الإقتراحات، حيث وصف كانديدو مينديث زعيم الإتحاد العام للعمال بأن الإقتراح "شبيه بالوحش فرانكشتاين"، و دعى أربا ب العمل إلى دفن اقترحهم تحت الآف الأطنان من الحجارة، لأن ما تحتاجه إسبانيا هو محاربة التعسف في العمل و ليس الدعوة إليه و ترسيخه. من جهته ندد إيناسيو طوتشو بالإقتراحات، و قال بأن "الفكرة الملهمة" التي توصلت إليها الكونفدرالية فقط تهدف إلى نسف الحوار الإجتماعي من أساسه. من جهته أعلن مجلس الشباب الإسباني رفضه القاطع لهذا النوع من العقود الموجه إلى الشباب وو صف الإقتراح ب"غير المنصف وغير المسؤول"، و هدد بالشروع في التعبئة إن لم تقلع كونفدرالية أرباب العمل عن الهذيان. و أكد بأن "الإقتراح كل مايريده هو أن يتحول الشباب إلى كبش فداء الأزمة و يتحملوا أضرارها في وقت يشكلون المتضرر الأكبر منها . و أعلن منسق مرصد المسؤولية الإجتماعية أورينسيو باثكيث بأن اقتراح رجال الأعمال " لا يحل المشاكل البنيوية للإقتصاد الإسباني"، وأن الأقتراح "الشوزيفرني" فقط يحرم العامل من حقوقه دون أن يؤدي إلى نتائج، لأن الأزمة الإسبانية لا تختزل في علاقات الشغل. و دعى بالمقابل إلى "تغيير النموذج الإنتاجي و البنيات المسهمة في الدخل القومي الإجمالي، لبناء اقتصاد أكثر استقرارا". هذه الثورة في وجه رجال الأعمال دفعت رئيس كنفدراليتهم إلى سحب اقتراحه، و أعلن أنه فقط كان يتحدث عما يجري في فرنسا، وأنكر تقديم كونفدراليته لإقتراحات من هذا القبيل. مؤكدا أن هدفه هو التوصل إلى توافق مع المركزيات النقابية، حول نوع من العقود للشباب يرتبط بأخرى دائمة.