حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن السيدات الحوامل اللاتي يتناولن الأغذية عالية الدهون المشبعة، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من أمراض الكبد في المستقبل. الدراسة أجراها باحثون في مستشفى "ناتيونويد" للأطفال بالولايات المتحدة، وعرضوا نتائج دراستهم، اليوم الثلاثاء، أمام المؤتمر السنوي للبيولوجيا التجريبية الذي يعقد حاليا في الفترة من 22–26 نيسان/أبريل الجاري بولاية شيكاغو الأمريكية. وأجرى فريق البحث دراسته على مجموعة من الفئران، وكشفت النتائج أن تناول نظام غذائي عالي الدهون خلال فترة الحمل قد يحدث تغييرات في كبد الجنين بطريقة تعزز التطور السريع لإصابته بمرض الكبد الدهني غير الكحولي في وقت لاحق من حياته. وتوصل الباحثون أن ذرية الفئران الحوامل التي تتناول أغذية عالية الدهون، أصيبت بتليف الكبد، وهو نوع من تندب الأنسجة التي تعد علامة على تطور أمراض الكبد لاحقا. وذكر الباحثون إلى أن هذا الخطر موجود أيضًا لدى الإنسان على نحو مماثل للفئران، حيث أن ارتفاع نسبة الدهون تؤدي إلى تطور تليف الكبد عند الأطفال في مرحلة البلوغ. ويصيب مرض الكبد الدهني في الغالب الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وأولئك الذين يعانون من السكري، وارتفاع مستويات الكولسترول، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، قد تصل إلى تليف الكبد عند الأطفال، و ينتهي بالإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي. وتتمثل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة في الزيوت "المهدرجة" مثل زيت النخيل وجوز الهند والزبدة والكريمة والدهون الحيوانية وجبن الماعز والشوكولاتة الداكنة وزيت السمك والمكسرات واللحوم المصنّعة. وكانت دراسات سابقة حذرت من الأغذية عالية الدهون، باعتبارها لا تؤدي إلى زيادة الوزن فقط، بل يمكن أن تحدث دمارا في الدماغ البشرية، وتؤدي إلى ضعف الأداء الإدراكي. وأضافت أن تناول وجبات عالية الدهون المشبعة والكربوهيدرات، وعلى رأسها الوجبات السريعة، تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، التي تظهر في صورة مشاكل والتهاب بالمفاصل.