أشعلت التصريحات الصادرة عن إسماعيل العلوي، رئيس مجلس الرئاسة داخل حزب التقدم والاشتراكية، خلال حلوله مؤخرا ضيفا على برنامج ضيف الأولى، حول عدم دقة معطيات إنتاج المغرب من الحبوب، لهيبا من الغضب داخل وزارة الفلاحة والصيد والبحري، وفي أوساط المهنيين والمسؤولين داخل القطاع، والذين استغربوا ما وصفوه ب"التبخيس الذي طال جهودهم في تقديم معطيات دقيقة حول الموسم الفلاحي الحالي". مصدر مقرب من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، استغرب ما صدر عن الوزير السابق في الفلاحة إسماعيل العلوي؛ وذلك تعليقا منه على توقع الوزارة لمحصول الحبوب هذه السنة بما معدله 102 مليون قنطار. واستنكر المصدر المقرب من الوزير في حكومة سعد الدين العثماني ما وصفها ب"المغالطات التي حاول العلوي تسريبها للرأي العام عند حضوره ضيفا على برنامج في القناة العمومية"، متسائلا عن "أسباب تغليط المغاربة في هذا التوقيت بالذات، والذي يتزامن مع تصويت البرلمان على البرنامج الحكومي". في الوقت الذي أكد المصدر ذاته أن مثل هذه التصريحات التي لا تمت للواقع بصلة من شأنها التأثير على العلاقة التي يفترض أن تجمع مكونات الأغلبية الحكومية، شدد العديد من المهنيين أنه "لا يعقل أن يقدم وزير سابق على مغالطات في قطاع حيوي". وتعليقا على ما جاء على لسان العلوي في البرنامج الذي بث ليلة الثلاثاء، وخاصة قوله: "التخمينات التي نشرت قبل أسبوعين كانت تتحدث عن إمكانية الحصول على حنطة تبلغ 66 مليون قنطار على الأكثر، فكيف تحول هذا الرقم من 66 إلى 102؟ لست أدري"، نفى المصدر المسؤول داخل وزارة الفلاحة أن يكون المسؤول داخل حزب التقدم والاشتراكية يتوفر على معطيات صحيحة في الموضوع. وصرح المتحدث الذي رفض كشف هويته بأن التوقعات التي تقدمها الوزارة مبينة على معطيات دقيقة، بناء على آليات مضبوطة، مسجلا أن "الأمر مرتبط بالتساقطات وكذلك حجم الإنتاجية المرتفعة". وردا على قول العلوي إن "الفلاحين الصغار والمتوسطين لم يتم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب لإنقاذهم من الأوضاع التي يعيشونها رغم الحديث عن عملية الإدماج"، استغرب المصدر المسؤول داخل وزارة الفلاحة هذه التصريحات "غير الدقيقة"، معتبرا أن "أكثر من نصف الدعم الذي ترصده الدولة يوجه للفلاحين الصغار والمتوسطين". وحذر المتحدث ذاته إلى أن ما صدر عن العلوي، "وإن كان غير مفهوم، إلا أنه يعبر عن الموقف الذي كان يتبناه عندما كان وزيرا للفلاحة في حكومة عبد الرحمان اليوسفي"، موضحا أنه "كان يردد دائما أن المغرب لم يكن يوما بلدا فلاحيا". العلوي قال في تدخله إن "مخطط المغرب الأخضر أمر مهم اقتبست العديد من جوانبه من مناظرة لحكومة اليوسفي، وحقق الكثير"، معتبرا أن "ما يمكن ملاحظته هو الهوة الكبيرة بين الفلاحة التصديرية والمتطورة، والفلاحة التقليدية"؛ وهو ما اعتبره مصدر ذاته "خلطا عجيبا من مسؤول حكومي بين القطاع الخاص الذي يستثمر كثيرا في المجال، وبين ما تقدمه الدولة من دعم للفلاحين الصغار".