في إطار سياسته لاستقطاب مزيد من رؤوس الأموال والشركات الأجنبية دشن المغرب يوم أمس حملة بهدف جلب الشركات الإسبانية الصغيرة والمتوسطة بغرض استثمار أموالها في المغرب معتبرا أنها فرصة سانحة وحل إيجابي لهذه الشركات أمام الأزمة الخانقة التي تعرفها إسبانيا منذ فترة .وفي هذا الإطار فقد أعرب أحمد الشامي وزير التجارة والصناعة المغربي في ندوة صحفية مع صحفيين ومراسلين إسبان تم استدعاؤهم من طرف الكونفدرالية العامة للشركات بالمغرب، أن هذا البلد يوفر أمام الشركات الأوروبية والإسبانية بالخصوص في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية إمكانيات جديدة للاستثمار وسوقا جديدا يمكنها من تجاوز تراجعاتها المالية والاقتصادية . كما أضاف "المغرب لا يشكل مشكلا بالنسبة للصناعة في أوروبا بل على العكس من ذلك فإنه يوفر الحل الأنسب للشركات ورؤوس الأموال الأوروبية ". هذه الحملة التي تقوم بها الوكالة المغربية للتنمية وتشجيع الاستثمارات ،بالتوازي مع أخرى مثيلة لها بفرنسا، هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي . والوكالة هي مؤسسة تم إنشاؤها في فبراير 2009 وذلك بهدف جلب رؤوس الأموال الأجنبية إلى المغرب. واعتبر أن المغرب دولة تحتل مكانها داخل أوروبا إذ أن 14 كلم فقط هي التي تفصل بينه وبين أوروبا. ومن جهة ثانية اعتبر الشامي أن حلم المغرب بالنسبة إلى أوروبا أن يصبح مثل ما تمثله المكسيك بالنسبة للولايات المتحدة، وأنه في منافسة شرسة مع كل من تركيا وتونس ودول أوروبا الشرقية. وفي هذا المجال فقد أكد الوزير على الإمكانيات التي يوفرها المغرب لهذه الاستثمارات مثل الاستقرار والاندماج في البنيات والهياكل الدولية وإمكانية التنافس بأقل تكلفة، خصوصا في قطاعات السيارات والملاحة الجوية والإلكترونيات والأنشطة البحرية. وجاء في تصريح الوزير كذلك أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي فإنه بوابة وأرضية مناسبة لفتح أسواق في القارة الإفريقية ، وأن إسبانيا يمكنها أن تستفيد من هذا الدور الذي يمكن للمغرب أن يلعبه في هذه القارة. وقد انطلقت هذه الحملة يوم أمس تحت شعار " نحن مستعدون لاستقبالكم" كما أطلقت مجموعة من الشعارات الأخرى تحفز على استقطاب الشركات ورؤوس الأموال بهدف الاستثمار بالمغرب ك " المغرب واحة للتنافس"و "المغرب : صحراء فيها يلتقي الجميع " ، على أن تقوم الصحافة والتلفزيون الإسباني خلال الشهر المقبل بإذاعة مجموعة من الوصلات الإشهارية في هذا الصدد كمرحلة أولى ، على أن تتبعها مرحلة ثانية بعد العطلة الصيفية. وأشار الشامي في الندوة الصحفية كذلك أن المجهودات المغربية في هذا الإطار قد اكتملت بافتتاح الماضي مركز تمثيلي للوكالة المغربية لتنمية وتشجيع الاستثمارات بمدينة مدريد في شهر مايو، على أن يفتتح مركز آخر بمدينة برشلونة في حالة نجحت الحملة في سعيها. وتسعى الحكومة المغربية بهذه المبادرة أن تخلق في ظرف الخمس سنوات المقبلة 220.00 منصب شغل والرفع من الناتج المحلي الخام إلى 50.000 مليون درهم ما يناهز 4.389 مليون أورو. وفي العشرية الأخيرة استطاعت إسبانيا أن تصبح الشريك التجاري الثاني للمغرب بعد فرنسا إذ توجد حاليا نحو 800 شركة إسبانية على التراب المغربي ومن المنتظر أن ترتفع نسبة الاستثمارات الإسبانية بنحو 20 في المائة في حدود سنة 2015 خصوصا في قطاع السيارات والسيراميك والمواد الفلاحية والنسيج. وبالنسبة لإسبانيا أصبح المغرب الشريك الثاني لها من خارج دول الاتحاد، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية والتاسع بالنسبة للعالم.