وصل الجدال حول منع البرقع أو النقاب أو أي لباس يغطي المرأة بشكل كامل إلى حدود شاذة يصعب على المرء العاقل أن تخطر بباله أو حتى بخياله، خاصة بعد نجاح بلديات ليريد وتاراغونا وبرشلونة ومدن أخرى في كطالونيا بحظر ارتدائه في المرافق العامة التابعة لها. والجديد في هذا الصراع حول حظر البرقع يكمن في أن أحد بلدات كطالونيا وتحديدا في قرية "تاريس" التي لا يقطن فيها أي مهاجر من جميع أنحاء العالم والتي لا يتجاوز عدد سكانها 109 نسمة إلا انه تحولت لتحتل عنوان في الصحف، فتحت الباب لحظر البرقع بناء على مشروع تقدم به أحد مستشاري البلدية ذو التوجهات العنصرية. وقال صاحب المشروع دانيل ريفيرا من حزب "بارتيت بر كاتالونيا" المنشق عن حزب الكتلة الكطلانية والذي تسبب بعنونة بلدته في اخبار الصحف ووسائل الاعلام، انه سيتقدم للانتخابات البلدية في نوفمبر القادم على وتيرة خطاب عنصري مشيرا إلى أن البرقع لا يشكل مشكلة في تاريس، لكنه أضاف أنه يؤيد نظرية "الوقاية خير من العلاج" مطالبا الحكومة المحلية باقرار تنظيم مشترك لحظر ارتداء البرقع في الأماكن العامة والشارع. ومن جهته قال رئيس البلدية في البلدة المذكورة انه لا بد من مناقشه هذه المسألة التي لا جدوى منها، مضيفا إلى أن الخبر السيء في المشروع هو مزيد من الدعاية لصاحب المشروع الذي سيفشل. ومن جهة أخرى، ايدت صحيفة الباييس في افتتاحيتها لهذا اليوم محاولة الحكومة إجراء نقاش حول استخدام البرقع والنقاب والملابس التي يغطي وجه المرأة بشكل كامل بعيدا عن التحزب الانتخابي واصفة الخبر "بالجيد والسار". وتجدر الإشارة إلى أن حكومة ثاباتيرو فاجأت بإعلانها يوم الثلاثاء الماضي من أن قانون الحريات الدينية التي سيتم إقراره سيتضمن وضع حدود لاستخدام الملابس التي تغطي الوجه في الأماكن العامة.