رسالة قوية تلك التي أرسلها رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني لجميع الفرقاء السياسيين والفاعلين الثقافيين بالمغرب، عشية اليوم الثلاثاء وهو يستقبل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، بمقر الحزب بالرباط حيث حياه باللغة السوسية مما له دلالات سيميائية وسياسية كبيرة. "مانزاكين لباس دارك" (مرحبا. كيف حالك؟)، بهذه العبارة السوسية استقبل العثماني إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المتحدر من منطقة الريف، والذي كان مرفقا بفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للبام، وذلك في إطار لقاء المشاورات الحكومية التي بدأها رئيس الحكومة المعين، صباح اليوم الثلاثاء 21 مارس، بمقر حزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط. وكان العماري قد تخلف هذا الصباح عن الموعد كيث كان من المقرر أن يكون أول من يلتقي به العثماني في إطار مشاورات تشكيل الحكومة، بصفته زعيم ثاني حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان. وبعد اعتذار العماري، استقبل العثماني وفدا عن حزب الاستقلال يتكون من كل من حمدي ولد الرشيد، وتغوان بوعمر ومحمد السوسي، وذلك لمعرفة رأي الاستقلاليين من موضوع المشاركة في الحكومة، بعدما تم إبعادهم منها بسبب التصريحات الصادرة عن أمينهم العام حميد شباط حول الوحدة الترابية لموريتانيا. هذا وصرح مصطفى الخلفي، المتحدث باسم سعد الدين العثماني، أنه "كان مقررا أن تنطلق بالحزب الثاني في الانتخابات التشريعية، لكن تكليف الأمين العام للأصالة والمعاصرة بمهمة جعلت رئيس الحكومة يبدأ بحزب الاستقلال". وأعلن الخلفي عن استمرار المشاورات مع كل من التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، وكذا الحركة الشعبية، والأصالة والمعاصرة عشية اليوم. وتستأنف غدا الأربعاء 22 مارس مع كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية تباعا.