يواصل الجيش الجزائري حشد قواته على الحدود المغربية، التي تشهد حالة استنفار قصوى، بعد أن كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن الجارة الشرقية حركت منصات صورايخ باليستية من طراز (أس300) و (أس400) في اتجاه الحزام الأمني. حسب يومية الصباح في عددها الصادر ليوم غد الإثنين، فإن الصواريخ الروسية التي وصلت إلى المنطقة العسكرية الثالثة تنتمي إلى الجيل الرابع البالغ التطور، كما أن المنصات المحمولة ل(إس400- تريومف) يمكنها إسقاط جميع وسائل الهجوم الجوي الموجودة حاليا بما فيها الطائرات والمروحيات والطائرات الموجهة عن بعد، والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية والعملياتية التكيتيكية، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية. وتضيف الجريدة، أن عناصر القوات المسلحة الجزائرية المنتمية إلى المنطقة العسكرية الثالثة، تدربت على استعمال صواريخ "تريومف" أسابيع قليلة في إطار ما سمي ب"التمرين البياني المركب مع الرمايات الحقيقية بالذخيرة الحية"، الذي اعتبرت تقارير مخابراتية أنه يكرس توجها إستراتيجيا ضد المغرب، على اعتبار أنه كان بمثابة اختبار للقدرة على إنجاز عمليات برية وجوية حقيقية ضد قوات برية كلاسيكية كبيرة مزودة بالمدافع والدبابات وقاذفات الصورايخ والطائرات العمومية والمقاتلات، في منطقة صحراوية. يأتي هذا في وقت أنهى فيه جنرالات الجزائر عملية تطوير سلا بوليساريو بترسانة دبابات وناقلات جنود وقذائف، مع استفادة الجبهة الإنفصالية من صفقة تسلح سرية شملت 70 دبابة من طراز (بي تي إر)، و 180 ناقلة جنود من نوع "طويوطا ستايشن" المزودة برشاشات، و 18 منصة صورايخ قريبة المدى، إضافة إلى 300 قذيفة محمولة. وفي سياق متصل، أشارت اليومية، أن المعهد الأمريكي "إنتربرايس" المتخصص في الأبحاث السياسية والإقتصادية والأمنية، في تقرير له حذر من هشاشة الأوضاع الامنية في المنطقة، منبها إلى خطورة تداعيات ذلك على الجارة الجنوبية التي أصبحت من أكثر دول العالم تعرضا لشبح عدم الإستقرار الأمني. وصنف المعهد المذكور، موريتانيا في أول ترتيب للدول العشر الأكثر تعرضا للإنهيار الأمني في السنوات القليلة المقبلة، محذرا من الخطر الكبير الذي أصبحت تشكله أراضيها على الدول المجاورة، بعد ان أصبحت ملجأ لمهربي الأسلحة والإرهابيين. من جهة أخرى، تضيف الجريدة، أن الجزائر تحاول استغلال الوضع الموريتاني من أجل نقل سكان المخيمات إلى المنطقة الدولية العازلة والمنزوعة السلاح، خاصة شمال الجارة الجنوبية طمعا في إستمرار التوتر على حدود المغرب، من خلال حرب استنزاف يتخللها نزوح جماعي من قبل المحتجزين. كما أن الجارة الشرقية بدأت في تنزيل خطة للتخلص من المخيمات، من خلال نقل أسلحة وعتاد البوليساريو ضمن قوافل للمدنيين بغرض التمويه إلى شمال موريتانيا، لكن رفض بعد المحتجزين بالدخول إلى منطقة ألغام، تطلب إطلاق نار خلف مقتل شخص متأثرا بجروح خطيرة شرق تندوف.