عكس المظهر الذي تظهر به مؤسسات القروض الصغرى التي تروج على أنها تدعم المشاريع الذاتية للفقراء والأشخاص دوي الدخل المحدود والذين ترفض البنوك عادة إقراضهم مبالغ مالية لتمويل مشاريعهم الصغيرة، أوضحت دراسة حديثة لجمعية "أطاك المغرب" أن هذه المؤسسات تستغل الفقراء أبشع استغلال. وأوضحت الدراسة الميدانية التي أنجزتها "أطاك المغرب" أن مؤسسات القروض الصغرى تتاجر في فقر الفقراء، واصفة إياها ب"المؤسسات المالية الجشعة" التي تقتات على حساب ضحاياها عبر إجبارهم على أداء معدلات فائدة "فاحشة". وأضافت الدراسة بأن "نظام القروض الصغرى: فقراء يمولون الأغنياء"، موضحة أن معظم العقود التي تبرمها مؤسسات القروض الصغرى تعتمد على "التدليس". وفضحت الدراسة ما اعتبرته "استغلالا فاضحا" لمجموعة من الثغرات القانونية، "وخاصة أثناء التعاقد مع الزبون الذي لا يكون على بينة بمجموعة من الشروط التي يتضمنها العقد المبرم بينه وبين المؤسسة"، خصوصا ما يتعلق بمعدل الفائدة، التي تزيد عما هو معمول به في القطاع البنكي الذي يصل إلى حوالي 14 في المائة منذ سنة 2007. ولاحظت الدراسة أن متوسط الفائدة التي تفرضها مؤسسات التمويل الأصغر تتراوح مابين 30 في المائة و35 في المائة، "أي أكثر من ضعف المعدل الأقصى للفائدة"، مشيرة إلى أن كل عقود السلفات الصغيرة التي قام منجزو الدراسة بفحصها، كشفت على أن معدلات الفائدة المطبقة، "تفوق حتما سقف المعدل الأقصى للفوائد الاتفاقية".