منذ إقامة أول حفل لتقديم جوائز نوبل في الأكاديمية الملكية للعلوم بالعاصمة السويدية ستوكهولم سنة 1901، حصلت 48 امرأة فقط على الجائزة لغاية اليوم، مقابل 822 رجلًا فاز بها. وتقدم جوائز نوبل إلى أشخاص معينين لإنجازاتهم الاستثنائية في مجالات الفيزياء والكيمياء والآداب، والاقتصاد والسلام و الطب وعلم وظائف الأعضاء (فيسيولوجيا)، منذ 116 عامًا من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والأكاديمية السويدية، و معهد كارولنسكا (جامعة طبية سويدية)، ولجنة نوبل النرويجية. ويعتبر المخترع السويدي ألفرد نوبل، هو الأب الروحي لجائزة نوبل، إذ قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثقها عام 1895، ومنحت في المرة الأولى عام 1901، وتقدر قيمتها بعشرة ملايين كرونة سويدية أي ما يعادل 1.2 مليون دولار أمريكي. وتتضمن الجائزة إلى جانب قيمتها المالية، شهادة وميدالية ذهبية، وإذا حصل أكثر من شخص على الجائزة في نفس المجال يتم تقسيم المبلغ عليهم ولا يشترط أن يقسم بالتساوي. وبحسب معطيات جمعها مراسل الأناضول، فكان لمجالي السلام والآداب الحصة الأكبر من جوائز نوبل التي فزن فيها النساء ب 16 جائزة سلام و14 للآداب، فيما جاء الطب أو الفيسيولوجيا ثالثًا بحصولهن على 12 جائزة، ثم الكيمياء بأربع جوائز، وواحدة في الاقتصاد. أبرز الشخصيات النسائية الفائزة بجائزة نوبل: تعتبر عالمة الفيزياء والكيمياء، "ماري كوري" أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، فضلًا عن كونها الوحيدة التي حصلت عليها مرتين في مجالين مختلفين، وذلك في الفيزياء عام 1903، والكيمياء في 1911. واكتشفت كوري نظرية النشاط الإشعاعي عبر تجارب أجرتها على اليورانيوم، وبحصولها على جائزتين تكون النساء قد حصدن 49 جائزة نوبل من مجمل الجوائز. – ملالا يوسفزي، الأصغر عمرا بين الفائزين بال "نوبل" تكريمًا لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم، فازت الباكستانية ملالا يوسفزي بجائزة نوبل للسلام لعام 2014، وهي في السابعة عشرة من عمرها، مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي، لتدخل بذلك تاريخ جوائز نوبل كأصغر شخص يحصل عليها. وبعد فوزها أعلنت يوسفزي أنها ستتبرع بالجائزة المالية التي فازت بها والبالغ قيمتها 8 ملايين كرونة سويدية (نحو مليون دولار أمريكي)، للمدارس في باكستان. وتحولت ملالا إلى رمز من أجل تعليم الأطفال وخاصة الفتيات، إذ تواصل أنشطتها من أجل دعم تعليم الفتيات في العديد من البلدان النامية بفضل الصندوق الاستئماني المفتوح باسمها. وبزغ نجم ملالا، واشتهرت أول مرة في 2009، عندما كتبت سرا في مدونة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي أردو"، يوميات تتحدث فيها عن حياتها تحت حكم حركة طالبان، وعن حرمان البنات من التعليم عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها. وفي أكتوبر/ تشرين أول 2012، حاولت طالبان اغتيال يوسفزي، لكنها أصيبت إصابة بالغة ونجت من الموت بأعجوبة، وبعدها نقلت إلى مستشفى الملكة إليزابيث في مدينة برمينغهام ببريطانيا، واستغرقت فترة علاجها قرابة 3 أشهر قبل أن تخرج في مارس/ آذار 2013 من المستشفى وتستكمل تعليمها. – كرمان.. أول عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام تعد اليمنية توكل كرمان أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2011 بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية "إلين جونسون سيرليف" و ناشطة السلام الليبيرية "ليما غبوي" لإسهاماتها في مجال تعزيز دور المرأة في المجتمع. وإلى جانب كونها كاتبة صحفية، تعد كرمان إحدى أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن، وبرزت بشكل كبير بعد قيام الثورة الشبابية الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في فبراير/شباط 2011. – سلمى لاغرلوف.. أول امرأة تفوز بنوبل للآداب تتميز الروائية السويدية سلمى لاغرلوف بأنها أول كاتبة سويدية وامرأة تفوز بجائزة نوبل في مجال الآداب عام 1909، إذ حصلت على الجائزة تقديرًا لأعمالها القائمة على الأساطير والحكايات. كما تعد مستشارة الدولة، وزيرة خارجية ميانمار "أون سان سو تشي"، من بين قائمة النساء الفائزات بجائزة نوبل للسلام عام 1991 بسبب "نضالها لرفض العنف من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان". وفي مجال الطب، نالت عالمة الكيمياء الحيوية الأمريكية "جرتي تيريزا كوري" جائزة نوبل في الطب بالتشارك مع زوجها كارل وعالم وظائف الأعضاء الأرجنتيني "برناردو هوساي"، بسبب دراساتهم للكشف عن دورة حياة الطاقة الكيميائية الحيوية واستقلاب الكربوهيدرات. أمّا في القارة الأفريقية، تعد الناشطة الكينية "وانجاري ماثاي" أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للسلام من القارة السمراء، وذلك عام 2004، بسبب إسهاماتها من أجل التنمية المستدامة والديمقراطية والسلام. كما فازت العالمة الفرنسية "فرانسواز باري سينوسي" بجائزة نوبل للطب في 2008 إثر اكتشافها فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) المسبب لفيروس الأيدز.