قضت محكمة إسرائيلية يوم الثلاثاء بالسجن 18 شهرا على جندي إسرائيلي قتل بالرصاص مهاجما فلسطينيا جريحا وهو حكم مخفف أشعل غضب الفلسطينيين بعد واحدة من أكثر المحاكمات إثارة للانقسام في إسرائيل. وكان السارجنت إلؤور أزاريا قبل 11 شهرا يؤدي الخدمة العسكرية كمسعف في الجيش بمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة عندما طعن فلسطينيان جنديا آخر فأصاباه بجروح. وقتل الجنود أحد المهاجمين بالرصاص وأصيب الآخر. وبعد 11 دقيقة ظل المهاجم الآخر ويدعى عبد الفتاح الشريف (21 عاما) راقدا على الأرض وعاجزا عن الحركة ثم صوب أزاريا بندقيته إلى رأس الفلسطيني الجريح وأطلق رصاصة. ومع اقتراب الذكرى السنوية الخمسين لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية أثارت المحاكمة نقاشا حول ما إذا كان الجيش فوق المحاسبة بينما يميل الرأي العام في إسرائيل ناحية اليمين في مواقفه من الفلسطينيين. وأشار استطلاع للرأي إلى أن قرابة نصف اليهود في إسرائيل يرون أن أي فلسطيني ينفذ هجوما يجب قتله على الفور. وأدانت هيئة مكونة من ثلاثة قضاة أزاريا بالقتل غير المتعمد الشهر الماضي وهي جريمة تصل أقصى عقوبة لها إلى السجن 20 عاما. وكان ممثلو الادعاء قد طالبوا بحكم بالسجن لفترة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات مشيرين إلى أن الجندي أطلق النار على مهاجم كان قد نفذ هجوما قبل ذلك بدقائق. وجاء في منطوق الحكم أن أزاريا "جعل من نفسه قاضيا وجلادا" ولم يبد أسفا على جريمته". وخفضت المحكمة رتبته. لكن المحكمة عزت إصدار حكم مخفف عما طلبه الادعاء إلى أن هذه هي التجربة القتالية الأولى لأزاريا ولأن سجله كان بلا شائبة قبل الواقعة. ورغم ذلك قال إيلان كاتز أحد محامي أزاريا إنهم سيطعون على إدانته بالقتل غير العمد. وقال يسري الشريف والد الفلسطيني القتيل لرويترز بعد النطق بالحكم "سنة ونصف فقط؟ هذه مسخرة مش حكم … هم بيضحكوا علينا … هذه مسرحية … بالنسبة لي هذا حكم غير مرض وغير منصف." وقالت الحكومة الفلسطينية إن الحكم يمنح الجنود الإسرائيليين "الضوء الأخضر" لتنفيذ عمليات إعدام دون الخوف من عقاب حقيقي. * "يستحق أن يموت" ومن غير المرجح فيما يبدو أن يؤدي الحكم إلى اندلاع عنف على نطاق واسع ضد إسرائيل بعدما تراجعت وتيرته منذ موجة هجمات في الشوارع بدأت في أكتوبر تشرين الأول 2015. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل منذ وقت طويل باستخدام القوة المفرطة ضد مهاجمين مسلحين بأسلحة خفيفة ولا يتوقعون كثيرا أن يخضع الجنود للمحاسبة. وقال أزاريا أثناء المحاكمة إنه كان يعتقد أن الفلسطيني الراقد على الأرض لا يزال يمثل خطرا لأن سكينه كان لا يزال قريبا وأنه ربما كان يحمل متفجرات. ونقل نص الحكم عن أزاريا قوله لجندي آخر بعدما ضغط على الزناد "إنه يستحق أن يموت". ولم يصدر تعقيب فوري من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى سنغافورة وأستراليا. واتخذ نتنياهو خطوة غير معتادة واتصل هاتفيا بوالدي الجندي بعد إلقاء القبض على أزاريا تعبيرا عن تعاطفه. وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على فيسبوك بعد صدور الحكم يقول "جاء الإرهابي لقتل يهود ويجب على الجميع أن يضعوا هذا في الحسبان." وأثناء المحاكمة خرجت مسيرات تأييدا لأزاريا وبعضها بدعم من ساسة يمينيين لزيادة الزخم للقضية. وكتبت عبارة "بطل إسرائيل" على لافتة أثناء مظاهرة شارك فيها عشرات المؤيدين قرب المحكمة أثناء النطق بالحكم. وردد أصدقاء أزاريا وأفراد أسرته النشيد الوطني لإسرائيل في المحكمة التي أقيمت في قاعدة عسكرية في وسط تل أبيب بعد مغادرة القضاة. وسيبدأ أزاريا في قضاء العقوبة في الخامس من مارس آذار بعد أن ظل طوال فترة المحاكمة في معسكره.