احتضنت مدينة تطوان مهرجانا خطابيا لتخليد الذكرى ال60 لزيارة الملك الراحل محمد الخامس، في 9 أبريل من سنة 1956، لإعلان استقلال شمال المغرب وتحقيق الوحدة الوطنية. وأبرزت مختلف التدخلات، التي قدمت بهذه المناسبة، دلالات هذا الحدث التاريخي والسياسي، واعتبرته يختزل مسلسل الكفاح الذي خاضه العرش والشعب في سبيل استقلال ووحدة البلاد، والالتحام للانتصار للقضايا المصيرية والمصالح العليا للوطن. وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن زيارة الملك محمد الخامس لحاضرة تطوان، ليزف بشرى استقلال المنطقة الشمالية للمملكة، كانت اختيارا ينسجم مع المكانة المرموقة التي تحتلها هذه المدينة العريقة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والانعتاق، والدفاع عن مقدسات المغرب وثوابته. وأضاف أن الزيارة الملكية لتطوان، قبل 60 سنة، أكدت أن منطقة الشمال شكلت قلعة منيعة وقاعدة للعمل الوطني ودعم حركة المقاومة ضد الاستعمار، وتكوين ومساندة فرق جيش التحرير، وتزويد رجالها بالسلاح والعتاد، وملاذا وملجأ للوطنيين القادمين من المنطقة الخاضعة آنذاك للحماية الفرنسية. واعتبر الكثيري ان تخليد هذه الذكرى السنوية هي فرصة سانحة، أيضا ،لاستحضار تضحيات الرعيل الاول في سبيل عزة الوطن وكرامته، وإعلاء رايته بين الشعوب والأمم، وإشاعة الوعي الوطني، ومواجهة المد الاستعماري والتصدي للأطماع الأجنبية. كما أضاف أن هذه الذكرى هي مناسبة لاستقراء واستيعاب ما تختزنه من دروس وعبر، وما تزخر به من فضائل الاخلاص وشمائل الوفاء والإيثار، وسجايا النبل والتضامن والتكافل، والتعبئة الشاملة، دفاعا عن مقدسات المغرب الدينية ومقوماته وثوابته الوطنية. ورأى الكثيري ان تخليد الذكرى هو ايضا تجسيد لأمجاد ومفاخر النضال في سبيل العزة والكرامة، وتلقين فصولها ومفاخرها للناشئة والأجيال الصاعدة، للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية . وتم بمناسبة حفل تخليد الذكرى، الذي حضره عامل عمالة المضيقالفنيدق وأعضاء المجلس العلمي المحلي ورؤساء وأعضاء الهيات المنتخبة والهيئات القضائية وأسرة المقاومة وفعاليات مدنية، تكريم ثلة من قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير على ما أسدوه للقضية الوطنية من خدمات جليلة في سبيل الحرية والاستقلال والنماء، ويتعلق الأمر بالمقاومين المرحومين احمد المزرتي وعلي ارتيمي ومسعود بن محمد جباح ومحمد بن زام وعمر جدور ومحمد آيت عمار إضافة الى سلام الدقيوقيين وعبد السلام الحمدي. كما خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية ل18 من قدماء المقاومين وأرامل المتوفين منهم، عرفانا وبرورا لما أسدوه من خدمة للوطن.