قرر القضاء الإسباني مؤخرا إنهاء أكبر نزاع بين الهيئات الإسلامية في إسبانيا، بعدما أصدرت المحكمة الابتدائية في مدريد حكما يقضي ببراءة كل من المرحوم السبتاوي محمد حامد علي والإسباني من أصل مغربي محمد خرشيش في قضية سوء تدبير موارد الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية )الفيري) والتي كان قد رفعها ضدهما الرئيس الحالي للفيدرالية منير بنجلون الأندلسي. وأكدت المحكمة في حكمها، الذي حصلت "شبكة أندلس الإخبارية" على نسخة منه، أن الاتهامات التي وجهها منير بنجلون للرئيس السابق للفيري، محمد حامد والذي وافته المنية قبل أشهر فقط، ومحمد خرشيش الكاتب العام الأسبق لذات الفيدرالية، لا تستند إلى أدله حيث أدلى المتهمان بكل الوثائق التي تثبت أن موارد الهيئة تم تدبيرها وفق قرارات المكتب المسير وبكل وضوح وشفافية. هذا وكان الرئيس الجديد للفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، المعروفة اختصارا ب “الفيري”، منير بنجلون الأندلسي، قد طلب بعد توليه رئاسة الهيئة من مكتب خبرة عالمي افتحاص مالية الفيدرالية للكشف عن ملابسات صرف المبالغ المالية التي تلقتها الفيدرالية من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والتي تقدر إلى حد الساعة ب 497 ألف أرور (حوالي 600مليون سنتيم)، كما وعد في نفس الوقت بنشر كل الوثائق المتعلقة بالفيدرالية وتفاصيل صرف المساعدات التي تلقتها الفيدرالية من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، وعرض نتائج عملية الافتحاص المالي التي أمرت بها المحكمة أمام الرأي العام. وكانت وزارة العدل الإسبانية قد طعنت في نتائج انعقاد الجمع العام العادي للفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، ثاني أكبر هيئة تمثيلية للمسلمين في إسبانيا، والذي كان قد أجمع على إعادة انتخاب السبتاوي، المرحوم محمد حامد علي وقامت وزارة العدل على إثر هذا القرار بتسجيل المكتب الجديد للهيئة برئاسة المغربي منير بنجلون، المقرب من جماعة العدل والإحسان. وبعد تثبيته في منصبه كرئيس الفيري قام منير بنجلون برفع دعوى قضائية ضد محمد حامد علي ومحمد خرشيش لكشف تفاضيل صرف المنحة التي تلقتها الفيري من وزارة الأوقاف المغربية، لكن الوثائق التي أدلى بها محمد خرشيش أثبتت أن كل المصاريف التي قام بها المكتب المسير السابق للفيري قانونية مما يفند تهمة سوء التدبير الموجهة إليه وإلى المرحوم محمد حامد علي.