أعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين 2 فبراير 2016، فيروس زيكا حالة صحية عالمية طارئة بعد أن باتت "الشكوك قوية" بأن الفيروس هو سبب الارتفاع الكبير في التشوهات الخلقية لدى المواليد في القارة الأميركية الجنوبية، وقد يصيب 3 ملايين إلى 4 ملايين شخص في الأميركيتين، معظمهم في البرازيل. المنظمة قالت إن هناك "شكوكا قوية" بوجود علاقة سببية بين فيروس زيكا الذي ينقله البعوض وارتفاع حالات صغر الرأس عند المواليد واعتبرته "حالة صحية طارئة على المستوى العالمي".
وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت شان لصحافيين في جنيف "علينا أن نتحرك" موضحة أن اجتماع خبراء الصحة الدوليين الذين يشكلون لجنة الطوارئ لدى المنظمة وافقوا على أن "الشكوك قوية (بوجود) علاقة سببية بين الاصابة بفيروس زيكا خلال الحمل وصغر الرأس رغم أنها غير مثبتة علمياً".
وأضافت "اتفق الجميع على الحاجة لتنسيق الجهود الدولية للتقصي وفهم هذه العلاقة بصورة أفضل".
وقالت شان إن "الخبراء اعتبروا كذلك أن أنماط التفشي الأخير والانتشار الجغرافي الواسع لأنواع البعوض التي يمكنها نقل الفيروس وغياب اللقاحات واختبارات التشخيص السريعة والموثوقة وعدم توفر المناعة لدى السكان في البلدان المصابة حديثا (...) كلها تشكل أسبابا إضافية للقلق".
وقالت إن "الأعداد الكبيرة لحالات صغر الرأس وغيرها من المضاعفات العصبية تمثل حدثا استثنائياً وتهديداً للصحة العامة في أجزاء أخرى من العالم".
وزير الصحة البرازيلي مارسيلو كاسترو قال اليوم الاثنين إن تفشي فيروس زيكا أسوأ مما كان متوقعا نظرا لأن معظم الحالات لم تظهر عليها أعراض لكنه أوضح أن تطوير الفحص سيتيح للبلاد السيطرة بشكل أفضل على الوباء.
وقال الوزيرإن البرازيل ستبدأ في تطبيق الإبلاغ الإجباري بالحالات من قبل الحكومات المحلية الأسبوع القادم عندما يتوافر في معظم الولايات مختبرات مجهزة للكشف عن فيروس زيكا الذي ينقله البعوض وينتشر سريعا في أنحاء أمريكا اللاتينية.
وأثارت سرعة وصول الفيروس إلى البرازيل مخاوف لا سيما بين النساء الحوامل بعد أن ربط خبراء محليون بين الفيروس والآلاف من حالات الولادة لأطفال يعانون من تشوهات تتسم بصغر حجم الرأس والمخ وعدم اكتمال النمو.
وقال كاسترو في مقابلة "لم تظهر أعراض ملحوظة على 80 % من المصابين بعدوى فيروس زيكا. وأصيب عدد كبير من الأشخاص بالفيروس دون ظهور أعراض وبالتالي الوضع أخطر مما يمكن تخيله."
وقال إنه في ظل عدم توافر لقاح للفيروس في المستقبل القريب فإن الخيار الوحيد للبرازيل هو القضاء على البعوض الذي ينشر الفيروس مشيرا إلى ان الحكومة تحشد كل الموارد الممكنة والأفراد لتدمير أماكن تكاثر البعوض.
وأصيب نحو 1.5 مليون برازيلي بفيروس زيكا الذي ظهر للمرة الأولى في أفريقيا في أربعينيات القرن الماضي وظل غير معروف في الأمريكتين حتى ظهوره في مايو أيار الماضي في منطقة تعاني من الفقر بشمال شرق البرازيل.
فيروس "زيكا" ينتقل عبر بعوضة "إيجيبتوا إيدز"، التي تنقل أيضاً أمراضاً أُخرى مثل الحمى الصفراء وحمى الضنك، ويُرجح العُلماء أن للفيروس صلة وثيقة بمرض "الميكروكيفالي"، الذي يؤدي إلى تشوهات جنينية مُتمثلة في صغر حجم رأس الجنين.
وعلى الرغم من أن الفيروس يتسبب في حُمى وطفح جلدي إلا أن مُعظم حامليه لا يشعرون بأية أعراض، وليس هناك مصل مُضاد له حتى الآن، والطريقة الوحيدة لمحاربته هي التخلص من المياه الراكدة حيث يتكاثر البعوض، والوقاية من لدغاته.
وكان أول اكتشاف لفيروس زيكا في الأربعينات في إفريقيا، لكنها الآن تستوطن أميركا اللاتينية.