يواصل الأساتذة المتدربون مقاطعة التكوين للشهر الثالث على التوالي، منذ مصادقة الحكومة على المرسومين اللذين أصدرهما رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية يقضيان بفصل التوظيف عن التكوين وتخفيض قيمة المنحة للأساتذة المتدربين. وكشف مصدر حكومي ل"أندلس بريس" أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران طلب من وزير التربية الوطنية التأخر ما أمكن قبل الإعلان عن سنة بيضاء بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين بفعل مقاطعة الأساتذة المتدربين. وأضاف المصدر أن "بن كيران عندما قال إنه يتعاطف مع هؤلاء، فالمقصود بذلك هو وقوفه ضد إعلان السنة البيضاء، لأن ذلك يعني ضياع الوظيفة من أيدي آلاف الأساتذة المتدربين" هو ما إليه رئيس الحكومة في تصريح سابق ل"أندلس بريس". وأوضح أن في حالة استمرار المقاطعة والاحتجاجات فإن وزارة بلمختار ستكون مضطرة لإعلان سنة بيضاء وفق مقتضيات القانون، ومعنى هذا أن المتدربين لهذه السنة سيكونون مجبرين على إعادة اجتياز مباراة الولوج إلى مراكز التكوين السنة القادمة مثل باقي المتدربين الجدد، لأن الدخول في سنة بيضاء يلغي كل ما قبلها من مباريات وامتحانات. كما أن المناصب المالية المرصودة للتعليم هذه السنة سيتم تحويلها للسنة المقبلة، مما يعني أن سيتم الإعلان الموسم المقبل عن ضِعف العدد لهذه السنة. وعن المعايير التي اعتمدتها الوزارة في جعلها عدد المتدربين أكبر من عدد المناصب المالية المتوفرة لهذه السنة، أوضح المسؤول الحكومي في حديثه ل"أندلس بريس" أن معطيات الوزارة تؤكد أن حوالي ألف متدرب في مراكز التكوين يرسبون سنويا ولا يلجون سلك الوظيفة، لأسباب الغياب أو عدم الحصول على نقاط في الاختبارات النهائية، وهناك أسباب أخرى، مما جعل الوزارة تسمح بولوج عدد أكبر لضمان الوصول إلى العدد المطلوب. مشيرا إلى رئيس الحكومة سعى هذه السنة إلى رفع عدد المناصب المالية في وزارة التربية الوطنية على حساب قطاعات أخرى، حيث بلغ عددها 8300 منصب مالي بزيادة تزيد عن ألف منصب عما كان في السنوات الأخيرة الماضية. وبخصوص المرسوم المتعلق بتخفيض قيمة المنحة، نفى مصدرنا أن يكون الأمر متعلقا بتخفيضها، موضحا أن في السابق كان المتدرب يحمل صفة "موظف متدرب" وهذه الصفة تحول له حسب وزارة المالية الحصول على الحد الأدنى من الأجر وهي ليست منحة، بينما اليوم أصبحت له صفة "طالب متدرب" وهذا معناه أنه يحصل على منحة وليس أجراً.