تم اليوم الخميس في باريس تقديم النسخة الفرنسية من "الكتاب الأبيض عن الإرهاب بالمغرب" والذي تحول بفعل تنامي ضربات الإرهاب الدولي إلى "كتاب رمادي" تعرفت من خلاله وسائل الإعلام الفرنسية على جهود المغرب في مكافحة الإرهاب وذلك بحضور ثلة من الإعلاميين والخبراء الدوليين. وتكفل كل من رئيسة الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة، اليبانية كي نكاغاوا والدكتور المصطفى الرزرازي بتقديم "الكتاب الرمادي عن الإرهاب.. في صلب التعاون المغربي-الأوروبي" في مطعم باريسي عج بالصحفيين والمهتمين بالقضايا الأمنية، خاصة وأن هذا البحث الأكاديمي يتناول ظاهرة أصبحت تؤرق المجتمعات الغربية على العموم وخاصة المجتمع الفرنسي بعد الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر الماضي. ويتحدث الكتاب الذي أصدر نسخته الفرنسية، دار النشر الفرنسية "كودفروا"، عن التجربة المغربية في مجال محاربة الإرهاب و التي ترتكز على المقاربة الإستباقية لتفكيك الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ عملياتها التخريبية. ويتناول الكتاب كذلك رصدا لتطور الظاهرة الإرهابية في المغرب وفي مجاله الإقليمي، مع عرض تشخيص لطبيعة وبنية الخلايا الإرهابية الني نشطت منذ منتصف عقد الثمانينات، و كيف تلاشت بعضها، بينما تقاطعت أخرى مع التطور العام للحركات الجهادية لتصبح جزءا من الشبكات العالمية العابرة للقارات. وقام كل من الدكتور الرزرازي والدكتورة كي نكاغاوا بتسليط الضوء على الجهود المغربية في مكافحة الإرهاب وكذا التعاون المغربي مع عدة دول خاصة الأوروبية و الأميركية و العربية لإحباط مشاريع إرهابية و تفكيك خلايا كانت على وشك القيام بعمليات إجرامية ضد مصالح أوروبية و أميركية على الخصوص. وأشار الباحثان إلى أن المغرب لا يعتمد فقط على المقاربة الأمنية في الحرب ضد الإرهاب بل تشمل استراتيجيته إصلاح الحقل الديني الذي سهر الملك محمد السادس شخصيا على القيام به وكذا من خلال مقاربات شملت الإصلاح الإجتماعي و الاقتصادي و القانوني و الحقوقي، و كذا تعزيز أليات التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب مما يجعل منها مقاربة شمولية أكدت نجاعتها.