انتهى تحقيق تلفزيوني قامت بها قناتا NDR وSWR الألمانيتان العموميتان إلى أن تنظيم "داعش" يعرض إزيديات وأطفالهن "للبيع" في سوق للنخاسة على الإنترنت خلصت تحقيقات أجرتها قناتا NDRو SWRالألمانيتان العموميتان إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا ب "داعش" يعرض نساء وأطفالا للبيع عبر سوق افتراضي للنخاسة على شبكة الإنترنت. وحسب بيان صحفي وزعته القناتان على وسائل الإعلام فإنهما تأكدتا من هذه المعلومات من خلال حديثهما مع عائلات الضحايا ووسطاء وأيضا من خلال تقييمها لوثائق تؤكد ذلك.
ويقول البيان الصحفي أن الصحفيين التابعين للقناتين والذين أجروا التحقيق توصلوا إلى أن تحويل الأموال يتم أيضا من خلال مكاتب اتصال تابعة ل "داعش" في تركيا، حسب البيان. وتشمل عملية البيع بالأساس سيدات إيزيديات وأطفالهن ترغب عائلاتهم في إنقاذهم من بين أيدي التنظيم الإرهابي.
وكان مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" قد أسروا من خلال هجومهم على مناطق واسعة في شمال العراق الكثير من النساء والأطفال معظمهم من الإيزيدين المنحدرين من سنجار وغيرها من المناطق التي تقطنها الأقلية الإيزيدية. وترى مصادر إعلامية مطلعة على شؤون التنظيم الإرهابي بأنه يرغب من خلال بيع هؤلاء الأسرى في الحصول على موارد مالية إضافية. وتقول القناتان إن صحفييها رافقوا، ولمدة أسابيع وسيطا إيزيديا كلفته إحدى العائلات بالتفاوض مع "داعش" للإفراج عن أسيرات وأولادهن. وحسب البيان الحفي فإنه نطلاقا من سجلات الدردشة والوثائق والصور بالإضافة إلى إفادات الشهود، تأكد وجود سوق افتراضية لبيع الأسيرات، حيث يوضع لكل أسيرة صورة ورقم على الموقع ويتم بيعها لمن يدفع أكثر. وحسب الوثائق تتراوح الأسعار ما بين 15 ألف و20 ألف دولار، ويتم تحويل هذا المبلغ ل "داعش" عن طريق الوسطاء الذين توسطوا في عملية البيع أو من خلال مكاتب الاتصال.
ويقول هؤلاء الصحفيون أنه من خلال البحث والتقصي اتضح لهم أن مثل هذه المكاتب موجودة في مدينة غازي عنتاب الصناعية التركية الواقعة على الحدود السورية، الأمر الذي لا يمكن التأكد منه بالطبع لأن تركيا تنفي أي صلة لها بهذا التنظيم. وهو ما يذهب إليه التحقيق أيضا إذ ينفي علم الحكومة التركية بها قائلا إنه "يبدو أن السلطات التركية لا تعلم بوجود هذه المكاتب". وتنقل القناتان عن وسيط قوله لها في تصريح أنه توسط في "تحرير حوالي 250 ألف امرأة وأطفالهن خلال السنوات الماضية ودفع مقابل ذلك ما مجموعه 2,5 مليون يورو لتنظيم داعش". ومعظم هذه الأموال هي عبارة عن مدخرات وقروض وفرتها العائلات الإيزيدية لإنقاذ ذويها من بطش التنظيم الإرهابي، حسب البيان. لاجئون إيزيديون قرب أربيل هربوا من اعتداءات مسلحي تنظيم " الدولة الإسلامية" الذين هاجموا مدن وقرى الإيزيديين شمال الموصل، وقام المتطرفون بقتل بعض أفراد الطائفة وهدم معابدهم وسبي نسائهم وأطفالهم. ويعتبر أتباع هذه الديانة من سكان العراق الأصليين. الديانة الإيزيدية وعاداتها وتقاليدها في ألبوم صور. ووفق تحقيقات هؤلاء الصحفيين فإن هناك على ما يبدو مصدرا آخر للأموال التي تقدم فدية للتنظيم. إذ تقول التحقيقات إن منظمة شبه حكومية تابعة لرئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يبدو أنها تدفع مضطرة جزءا من هذه الأموال لعدوها اللدود "داعش" من أجل مساعدة العائلات الإيزيدية. بيد أن التقرير لم يشر إلى أي رد لأربيل على هذه المزاعم سواء بالرفض أو بالتأكيد.
ويقول صحفيون في القناتين الألمانيتين أنهم حضروا عملية الإفراج عن سيدة إيزيدية وأطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام وكانوا شهودا على جميع مراحل التفاوض. ولا يُعرف بالتحديد عدد الإيزيديات اللواتي لا يزلن أسيرات لدى تنظيم "داعش"، بيد أن الخبراء يقدرون عددهن بالمئات.