هزت الانفجارات واطلاق النار ضاحية في شمال العاصمة الفرنسية باريس منذ الساعات الاولى من صباح يوم الاربعاء لدى محاصرة الشرطة الفرنسية لمبنى يتحصن داخله بلجيكي يشتبه أنه العقل المدبر للهجمات التي هزت باريس يوم الجمعة الماضي. وقال مصدر قريب من الأحداث إن شخصين مشتبها بهما قتلا خلال اشتباكات مع الشرطة الفرنسية التي داهمت سان دوني بشمال العاصمة باريس في ساعة مبكرة يوم الأربعاء. وصرح المصدر لرويترز بأن أحد القتيلين انتحارية فجرت عبوة ناسفة. وأصدر مكتب المدعي في باريس بيانا يوم الاربعاء قال فيه إن خمسة أشخاص على الاقل محتجزون للاستجواب لدى الشرطة في ضاحية سان دوني في أعقاب مداهمة استهدفت اعضاء مشتبه بهم في تنظيم الدولة الاسلامية يعتقد انهم وراء الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية. وقال البيان "ثلاثة رجال كانوا متحصنين داخل الشقة السكنية نقلوا واحتجزوا للاستجواب." وأضاف المدعي أن رجلا وامرأة كانا على مقربة من الشقة التي تحصن فيها الثلاثة يخضعان أيضا للاستجواب. وقال مصدر قضائي إن المداهمة التي بدأتها الشرطة الفرنسية في ضاحية سان دوني في باريس في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء تستهدف بلجيكيا من تنظيم الدولة الاسلامية يشتبه أنه العقل المدبر للهجمات. وقال المصدر إن عبد الحميد أباعود (27 عاما) -الذي كان يعتقد في باديء الأمر أنه أدار العملية من سوريا- محاصر مع مجموعة من الأشخاص في شقة في الضاحية الشمالية بباريس بالقرب من الاستاد الوطني الذي كان أحد الاهداف التي تعرضت للهجوم يوم الجمعة الماضي. وقال شهود إن اطلاق النار بدأ نحو الساعة 4.30 صباحا (0330 بتوقيت جرينتش) وإن قوات الشرطة الخاصة ظلت تطلق النار طوال ثلاث ساعات. وقال ماتيو أنوتين النائب في البرلمان لراديو فرانس إنتير "العملية جارية. لم تنته. يجب أن يلزم الجميع منازلهم. ما زال هناك مسلحون محاصرين في الشقة السكنية." وأصيب خلال عملية المداهمة ثلاثة من أفراد الشرطة وأحد المارة. وقتلت الهجمات المنسقة في باريس 129 شخصا على الاقل وكانت الأكثر وحشية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. وربط المحققون سريعا الهجمات بخلية متشددة في بلجيكا كانت على صلة بالدولة الاسلامية في سوريا. وأعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن الهجمات قائلا إنها رد على الغارات التي تشنها فرنسا في سوريا والعراق على مدى عام. ودعت فرنسا الى تشكيل تحالف عالمي لالحاق الهزيمة بالمتشددين وشنت ثلاث ضربات جوية كبيرة على الرقة معقل الدولة الاسلامية في شمال سوريا. وحدد المدعون الفرنسيون هوية خمسة من بين سبعة مهاجمين قتلوا في هجمات الجمعة وهم أربعة رجال فرنسيين ورجل دخل اليونان كمهاجر الشهر الماضي حيث أخذت بصماته هناك. ويعتقد المدعون الآن ان رجلين شاركا فعليا في الهجمات فرا. ونفذت مداهمة يوم الاربعاء بعد ان قال مصدر مطلع على التحقيقات إن هاتفا محمولا عثر عليه قرب موقع أحد هجمات يوم الجمعة في باريس به خريطة أحد مواقع الهجمات ورسالة نصية تحمل كلمات تعني "هيا بنا". وأضاف المصدر أن الهاتف عثر عليه في صندوق للقمامة قرب مسرح باتاكلون حيث وقعت أكثر الهجمات دموية. وكثفت روسيا ايضا من هجماتها على اهداف الدولة الاسلامية في سوريا بعد ان أكدت موسكو ان قنبلة كانت سبب تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر ومقتل 224 شخصا. وكانت الدولة الاسلامية قد أعلنت مسؤوليتها ايضا عن هذه العملية. ولا تنسق موسكووباريس عملياتهما لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم 26 نوفمبر تشرين الثاني لبحث كيف يمكن التنسيق بين الجيشين الفرنسي والروسي. ويلتقي أولوند مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني للضغط من اجل حملة منسقة ضد الدولة الاسلامية. وقال الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء اثناء زيارة للفلبين إنه يريد أن تحول روسيا تركيزها من دعم الرئيس السوري بشار الأسد إلى قتال تنظيم الدولة الإسلامية