أكد عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن أكبر إنجاز تحقق خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي عرفها المغرب بعد دستور 2011، تمثل في مدى احترام الضمانات الأساسية للانخراط في مسار الانتقال الديمقراطي، مبرزا أن بعض الشوائب التي حاولت التشويش على حسن سير العملية الانتخابية ظلت محدودة ولم تمس بسلامة العملية. وتوقف حامي الدين في الندوة التي نظمتها كلية الحقوق بالرباط بشراكة مع الجمعية المغربية للعلوم السياسية في موضوع "قراءات متقاطعة في الانتخابات الجهوية والجماعية لسنة 2015" عند انتخابات 2 أكتوبر الأخيرة، حيث لفت إلى أن استعمال المال السياسي الذي لم تسلم منه حتى استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي خصوصا على مستوى العالم القروي بالنظر إلى طابع الهشاشة الذي تعاني منه الفئات التي تقطن البوادي كان له تأثير عكسي على نتائج الانتخابات في الوقت الذي تمكنت فيه أحزاب أخرى لم يذكرها بالإسم من استمالة الناخبين الكبار عبر الترغيب وأساليب الترهيب، يقول حامي الدين. حامي الدين، الذي أقر بصعوبة الظاهرة الانتخابية، استبعد ضمن عرض له في موضوع مظاهر التطور والجمود من خلال تمرين الرابع من شتنبر، جملة من التحليلات التي ذهبت إلى القول بأن الانتخابات مرت بدون ديمقراطية وبدون رهانات سياسية، متسائلا في هذا السياق عما إذا كانت هذه الأطروحات لا تزال تتمتع بقدر من الجدوائية لتفسير النتائج المترتبة عن الانتخابات ولتحليل السلوك الانتخابي للمواطن، خصوصا في ظل المتغيرات التي حملها دستور الفاتح يوليوز والتي عكستها الانتخابات الأخيرة. وأوضح ذات الأكاديمي، الذي أكد أن مسار إصلاح الأعطاب الانتخابية لايزال طويلا، في أفق ترسيخ مسار الانتقال الديمقراطي، (أوضح) أن تمرين الرابع من شتنبر الماضي أسفر عن ثلاث مؤشرات أساسية، تمثلت في التنافسية السياسية التي جسدتها عدد من الأحزاب المتبارية خلال هذا النزال الانتخابي، ومدى حرارة النقاش السياسي الذي تمخض حول قراءة دلالاتها السياسية. والمؤشر الثاني، بحسب رأي حامي الدين، فيتجلى من خلال مستوى الشفافية والنزاهة التي مرت فيها العملية الانتخابية والحياد الإيجابي للإدارة، رغم وجود بعض الاختلالات التي ظلت جد محدودة. وخلص حامي الدين، إلى أن انتخابات 4 شتنبر أشرت كذلك على نجاح التحالفات السياسية في تدبير المرحلة الانتخابية بنسبة 80 في المائة، بالرغم من تسجيل بعض ما أسماها ب"الانزلاقات الاستثنائية" .