أكدت بسيمة الحقاوي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أن المغرب أولى أهمية بالغة للمسنين الذي عرف عددهم تزايدا مهما، بحيث أن نسبة المسنين التي تشكل حوالي 8.5 بالمائة سنة 2010، وسترتفع هذه النسبة إلى 11.1 بالمائة في أفق سنة 2020 و20 بالمائة من الساكنة سنة 2040. وكشفت الحقاوي، في كلمة لها خلال افتتاح المؤتمر العربي حول كبار السن بين الرعاية الأسرية والمؤسسية، الذي انطلق اليوم الثلاثاء 6 أكتوبر الجاري بمراكش، عن استراتيجية المغرب لحماية هذه الفئة، ويتعلق الأمر بما نص عليه دستور المملكة، خاصة أن الفصل 34 منه الذي أكد على "وضع وتفعيل سياسات موجهة إلى الأشخاص والفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من بينهم الأشخاص المسنون"، كما نص على إحداث مجلس استشاري للأسرة والطفولة الذي يناط به الرصد وتتبع السياسات العمومية، وإبداء الرأي في كل مجالات الأسرة، ومنها قضايا المسنين. كما أشارت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إلى أن المجلس الحكومي صادق على مشروع قانون متعلق بهذا المجلس، الذي أعدته وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وفق مقاربة تشاركية مع كافة الفعاليات المعنية، وهو اليوم بين يدي البرلمان. كما نص البرنامج الحكومي، 2012-2016، على أن الحكومة ستعمل على دعم الأشخاص المسنين الذين لا يتوفرون على موارد كافية، وعلى تأهيل المؤسسات الاجتماعية المستقبلة للمسنين وتأهيل مواردها البشرية وحث الجمعيات المحلية على تنظيم أنشطة ترفيهية لفائدتهم، وتعزيز قدرات الجمعيات التي تعنى بأوضاع الأشخاص المسنين. وأوضحت الحقاوي، أن وزارتها وضعت برامج مهيكلة للعناية بالمسنين، من خلال الرعاية الصحية للمسن في مجال الوضعية الصحية والوبائية، مضيفة أن تحسين الخدمات الصحية لكبار السن يشكل أولوية، من خلال عدة برامج أهمها، الكشف المبكر، وعلاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وتعميم نظام المساعدة الطبية "راميد"، والنهوض بثقافة التضامن بين الأجيال والحفاظ على تماسك الأسرة من خلال تحسيس كل فئات المجتمع بأهمية الشخص المسن في الأسرة، فضلا عن محاربة الفقر والهشاشة من خلال برامج تحسين نسبة عيش المسنين، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة، وتخفيض ثمن الأدوية، وإصلاح التقاعد، وتنظيم عملية شتاء لرعاية المسنين بدون مأوى، بالإضافة إلى مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تشكل رافعة مهمة من حيث الاستهداف وأشكال الحكامة وتدبر القرب. إلى ذلك أكدت الحقاوي للحضور، أن حجم تحديات رعاية المسنين، يستلزم تعزيز التعاون العربي في المجال، لما تتقاسمه الدول العربية، من حيث نمط الحياة، والقيم الحضارية، ومقاصد ديننا الحنيف، الذي أوصى برعاية المسنين وكبار السن والوالدين، وذكر ذلك في كتاب الله العزيز عدة مرات.