قتل 17 شخصا واعتبر أربعة آخرون في عداد المفقودين فيفيضاناتوسيول، تلت عواصف رعدية شديدة، ضربت مساء السبت منطقة الكوت دازور جنوب شرق فرنسا، وجرفت سيارات إلى البحر في كان كما غمرت المياه الكورنيش الشهير المحاذي للبحر في نيس. وكانت السلطات الفرنسية خفضت الحصيلة سابقا إلى 10 قتلى قبل أن تعود وترفعها إلى 13 قتيلا جراء الفيضانات التي اجتاحت مساء السبت هذه المنطقة السياحية بجنوب شرق فرنسا. وتوجه الرئيس فرانسوا هولاند مع وزير الداخلية برنار كازنوف إلى المكان معربا عن "تضامن الأمة". وقال هولاند "حصلت كوارث على الدوام لكن وتيرتها وقوتها تشتدان"، داعيا إلى "اتخاذ قرارات" في موضوع المناخ قبل بضعة أسابيع من مؤتمر عالمي حول المناخ تستضيفه فرنسا. والوضع الأكثر مأسوية هو حال "ماندوليو-لا-نابول" المتاخمة لكان، حيث سجل سبعة قتلى ومفقود واحد. فقد فاجأت المياه السكان حين أرادوا ركن سيارتهم تحت الأرض لحمايتها. وكتب رئيس البلدية هنري لوروا "المياه عكرة جدا بحيث يتعذر على عناصر الإطفاء رؤية الجثث (...) الوضع مأسوي". أمطار غزيرة مساء السبت.. وتسببت أمطار غزيرة مساء السبت بفيضان نهر براغ الصغير الساحلي، فغمرت المياه شوارع في كان وانتيب ومانديليو-لا-نابول وفيلنوف-لوبيه ونيس، وهو ما أكده فرنسوا كزافييه لوش مدير مكتب رئيس مديرية الشرطة في منطقة الألب ماريتيم. وقضى 3 أشخاص مسنين غرقا في دار للمسنين في بلدة بيوت القريبة من أنتيب. وكان هؤلاء الأشخاص "موجودين على الأرجح في الطابق السفلي" على ما قال لوش. كما عثر على ثلاثة ضحايا آخرين قضوا في سيارتهم في فالوريس-غولف-جوان حين غمرتها المياه أثناء سلوكهم نفقا صغيرا. وفي كان قتل شخصان أحدهما امرأة تناهز الستين من العمر عثر عليها ميتة قرب موقف للسيارات. وفي أنتيب عثر على شخص آخر ميتا في مكان للتخييم فجر الأحد. وروى رئيس بلدية كان دافيد ليسنار "أن بعض السيارات جرفت حتى البحر"، مشيرا إلى أن كل المدينة تقريبا تضررت. وأضاف ليسنار الذي عمد بشكل عاجل إلى إيواء 120 شخصا في أحد الأماكن خلال الليل، "أنه أمر مذهل للغاية" مضيفا "أسعفنا الكثير من الناس وعلينا الآن تدارك عمليات النهب". عملية إجلاء في مدينة نيس وفي نيس انحنت بعض الأشجار على الجادة الشهيرة المحاذية للبحر (معروفة باسم برومناد ديزانغليه) وجرت عملية إجلاء في حي بشمال شرق المدينة. واجتاحت المياه أيضا مواقع للتخييم قرب أنتيب. وحلقت مروحيتان تابعتان لأجهزة الإطفاء فوق المنطقة لضمان سلامة المخيمين الذين "لجأ بعضهم إلى أسطح مقطوراتهم". وبذلك أصبحت شبكة الطرقات الفرعية غير سالكة في العديد من النقاط صباح الأحد فيما غمرت المياه الطريق السريع أ8 قرب أنتيب. وفي منطقة في أوج موسمها السياحي وجد أكثر من خمس مائة شخص بينهم عدد كبير من البريطانيين والدانماركيين أنفسهم محاصرين وتم إيوائهم في مطار نيس. توقف حركة القطارات كما أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد "أس أن سي أف" توقف عشرة قطارات في محطات في جنوب شرق فرنسا وفيها مئات المسافرين. وغمرت المياه بعض الطرقات خصوصا حول كان وتوقفت كليا حركة النقل على خطوط سكك الحديد. وفتحت مراكز استقبال طارئة في البلدات المتضررة وطلب إرسال تعزيزات من المقاطعات الفرنسية الأخرى. وأعرب الرئيس فرنسوا هولاند عن "تضامن الأمة" وشكر المسؤولين وفرق الإغاثة في المنطقة الذين حشدوا كل طاقاتهم. وتبقى الحصيلة أدنى من حصيلة الأمطار الغزيرة في حزيران/يونيو 2010 في منطقة فار، التي خلفت 25 قتيلا و31560 منكوبا إضافة إلى أضرار تقدر بنحو مليار يورو. لكن يخشى أن يكون حجم الأضرار المادية كبيرا هذه المرة فيما لا يزال حوالي 35 ألف منزل دون كهرباء منها 14 ألف منزل في كان.