بدأ نحو 2.4 مليون مسلم الثلاثاء أداء مناسك الحج، خامس أركان الإسلام، وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف جراء أجواء التوتر التي تسود العالم الإسلامي، والحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين باليمن. وتبلغ العائدات السنوية السعودية من الحج نحو 8 مليارات دولار حيث ينفق كل حاج أكثر من 4000 آلاف دولار خلال أيام أدائه الفريضة المقدسة. شرع 2.4 مليون مسلم الثلاثاء بأداء مناسك الحج، بالصعود لمشعر منى لقضاء ما يسمى ب"يوم التروية" قبل التوجه فجر الأربعاء إلى جبل عرفات للوقوف على صعيده. وجاء 1.4 مليون حج من خارج المملكة العربية السعودية، بينهم 168 ألفا من أندونيسيا، وهو أكبر حشد على الإطلاق، فيما يشكل السعوديون والمقيمون في المملكة بقية الحجاج أي مليون. وللحيلولة دون وقوع أعمال عنف أو عمليات إرهابية جراء التوتر الشديد الذي يشهده العالم الإسلامي، قالت وزارة الداخلية السعودية إنها نشرت 100 ألف عنصر من قواتها الأمنية في مختلف مواقع الحج. كما أكدت أنها ستشغل نحو خمسة آلاف جهاز كاميرا لمراقبة نشاط الحجاج من أجل ضمان أمنهم وسلامتهم. وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، فيصل بن سعيد الزهراني، فإنه تم تجهيز 25 مستشفى منها 9 في المدينةالمنورة و4 في عرفات، إضافة إلى 155 مركزا صحيا في مختلف المناطق. كما نقلت صحيفة "الرياض" في نسختها الإلكترونية، أن وزارة الداخلية السعودية شددت على لسان المتحدث الرئيسي باسمها، اللواء منصور التركي، على رفض أي شكل من أشكال "التسييس" خلال موسم الحج. وقال التركي إنه "لن يسمح لأي شخص بتسييس الحج"، وإن الهدف من هذا التجمع البشري الكبير "هو إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام مع فرض كافة الخطط الأمنية لمنع أي تجمع يهدف إلى غير أداء الفريضة". ونقلت وسائل الإعلام السعودية عن قائد التوعية والإعلام بمصلحة الأمن العام العقيد سماي الشويرخ قوله إن "عدد المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج بلغ "نحو 13 ألفا"، و"عدد المركبات المحجوزة المعادة والتي تنقل الحجاج" غير المرخص لها بلغت نحو 36 ألف سيارة. وتنفق العربية السعودية كل سنة أموالا باهظة لتوسيع وصيانة مواقع الحج، وبالمقابل فإن عائداتها السنوية من الحج تقدر بنحو 8 مليارات دولار، كما أشارت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية. وقدر بعض الأخصائيين الماليين مصاريف كل حاج خلال إقامته بالسعودية لأداء فريضة الحج بنحو 4000 آلاف دولار. وشهدت مكة في الأيام العشر الماضية سلسلة حوادث مأساوية بدأت بسقوط رافعة في المسجد الحرام في 11سبتمبر الجاري خلف 107 قتلى على الأقل وجرح 238 آخرين، وانتهت بحريق شب داخل فندق للحجاج الإثنين ما أدى إلى إجلاء نحو 1500 شخص. والخميس الماضي، تم إجلاء "1028 حاجا من أحد الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج بحي العزيزية" في المدينة المقدسة بسبب حريق اندلع فيه.