تزداد حدة وأشكال حوادث كراهية المسلمين فيما يعرف ب"الإسلاموفوبيا"، من أهمها كان الفيديو الصادم لشخص ضرب فتاة تبلغ من العمر 16 عاما بقسوة غير مبررة، لمجرد أنها ترتدي الحجاب. وقد أعادت جريدة الديلي ميل نشر هذه الحادثة الأليمة بتاريخ 7 سبتمبر 2015، بالرغم من مرور أكثر من عامين على وقوعها، للتذكير بخطورة جرائم الكراهية ضد المسلمين في الغرب. الفتاة التي تم الاعتداء عليها في الفيديو تدعى "تسنيم كبير"، وتسبب لها الهجوم الشرس من الخلف في السقوط على الأرض مغشيا عليها، مع حدوث كسر في الأسنان الأمامية وقطع في الشفة. والجاني في هذا الحادث يدعى "مايكل أيوواد"، كان يبلغ وقتها من العمر 34 عاما، وهو نيجيري الأصل، واعتدى على تسنيم بينما كانت تتوجه إلى كُليّتها الجامعية للدراسة في نيوهام بعد ظهر يوم 13 نوفمبر 2012. وقد ألقي القبض على "أيوواد" بمساعدة لقطات الفيديو التي أفرجت عنها الشرطة وقتها، وحُكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات في فبراير 2013 بعد اعترافه بأنه مذنب في هجومين منفصلين على "تسنيم" وشابة أخرى. ويأتي هذا الاعتداء على الشابة تسنيم كمثال لهجمات الإسلاموفوبيا، التي يجري التحقيق فيها بشكل مكثف داخل بريطانيا، في ظل ما كشفته الشرطة البريطانية أن هناك ارتفاعا حادا في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في العاصمة، وخصوصا مع النساء اللواتي يرتدين الحجاب، ويمثلن نحو 60% من الضحايا. وقالت التقارير إن هناك زيادة بنسبة 70% في عدد الهجمات المسجلة بين يوليوز 2014 ونفس الشهر من هذا العام، مقارنة مع الأشهر ال 12 السابقة لهذه الفترة، وفقا لشرطة لندن. وقالت الشرطة إن اضطراب الأحداث العالمية له أيضا "تأثير في ارتفاع حوادث جرائم الكراهية"، إلا أن الأمر الجيد هو زيادة دوريات الشرطة، مما يشجع الضحايا بصورة أكبر وأسهل على الإبلاغ عن هذه الجرائم. وقد علّق قائد الشرطة "ماك تشيشتي" على الموضوع قائلا: "لن نتسامح مع جرائم الكراهية، وسنعمل على اتخاذ كافة الإجراءات الإيجابية للتحقيق في جميع الادعاءات، ومساندة الضحايا واعتقال الجناة، ويجب أن يطمئن ضحايا جرائم الكراهية أن الأمر سوف يؤخذ على محمل الجد من قبل الشرطة، ونحن لدينا أكثر من 900 موظف متخصص في جميع أنحاء لندن، يعملون على تحقيق الأمان والسلامة في مجتمعنا، من خلال التحقيق الدقيق في جرائم الكراهية". هذا ولا تزال أسباب وخصائص "الإسلاموفوبيا" مثارا للجدل في الغرب، ويفترض بعض المعلقين أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول نتج عنها زيادة في ظاهرة "الرهاب الإسلامي" في المجتمعات الغربية، في حين يربطها آخرون بتزايد وجود المسلمين في العالم الغربي.