على مدى ساعتين متواصلتين نثرت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي الفرح في أنحاء مدينة جونيه الساحلية إلى الشمال من بيروت مفتتحة مهرجانات الصيف ومعلنة أمام أكثر من أربعة الاف شخص "معكم نحتفل بالحب والحياة والسلام". ووقفت الرومي على المسرح مرتدية الأبيض المزخرف لتقول إن هذا الحفل الضخم نسجته في مخيلتها لفترة طويلة قبل أن يتحول حقيقة مع أغنية "قدر الأحرار" ذات البعد الوطني التي كتبها الشاعر اللبناني البعلبكي طلال حيدر ولحنها اللبناني سليم عساف. وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت قبيل بدء الحفل عن نفاد البطاقات فكان لا بد من إضافة أكثر من مئتي مقعد بعدما رفض الناس المغادرة من دون "التمايل على صدى حنان صوت ماجدة" بحسب ما قالت نعومة شلهوب ابنة الثلاثين عاما القادمة من عكار بشمال لبنان لمتابعة هذه الأمسية التي سرعان ما تحولت حدثا جماهيريا ألهب خليج جونيه. وضحكت المطربة كثيرا عندما منعها التأثر والارتباك من متابعة الأغنية الأولى ما جعل الحضور يزيد التصفيق والهتافات داعما الإيقاع بالكلمات المحببة للمطربة ذات الشعبية. وقدمت الرومي برنامجا زاخرا بالأعمال القديمة والجديدة فكانت أغنيات ناجحة منها "أحبك جدا" و"اقبلني هيك" و "اعتزلت الغرام" و "على قلبي ملك" و "كلمات" و "يا ست الدنيا يا بيروت". كما قدمت الرومي أغنية جديدة من كلمات الشاعر الاردني حيدر محمود وألحان اللبناني ميشال فاضل تحاكي الواقع العربي الممزق. ويقول مطلع الاغنية "تتوحد الدنيا.. وننفصل/ونقلُّ نحنُ.. وتكْثرُ الدولُ/وتصيرُ كُلُّ لُغاتِها لُغةً..وعلى حُروفِ الجّرِ نَقتتلُ/هل ظلَّ «للمُسْتعمرينَ» يدٌ في ما يَحلُّ بنا.. وقَدْ رَحَلوا؟/أمْ أنّها يدُنا التي فَعَلتْ في حالِنا اضْعاف ما فَعَلوا؟/فكأنَّهُ لا فَرْق بين يَدٍ ويَدٍ.. وَمَنْ خَرَجوا كَمَنْ دَخَلوا" كما جسدت آلام الأرمن من خلال المزج بين الغناء اللبناني والارمني في الذكرى المئوية لما يعرف بابادة الأرمن. كما غنت باقة من الاغاني الفلكلورية اللبنانية ومنها "طلّو حبابنا" و "يا جار الرضا" و "عنّي يا منجيرة عنّي". وغنت الرومي وفي خلفية المسرح شاشة كبيرة عرضت عليها مشاهد سينمائية مصورة من وحي مضمون هذه الأغنية أو تلك. ورافقها على المسرح المايسترو اللبناني إيلي العليا ومعه فرقة موسيقية ضمت عددا كبيرا من الموسيقيين ومجموعة كورال وفرقة راقصة تألفت من 130 راقصا وراقصة. وقال ميشال خليفة (32 عاما) إنه لفته حضور "ماجدة الساحر. شيء ما في حضورها يمزج ما بين الأنوثة المرتبكة والشخصية القوية والثائرة."