بلغت المفاوضات النووية بين القوى الغربية وإيران مرحلة حاسمة مع استئنافها في فيينا. ووضع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ثلاثة شروط للتوصل إلى اتفاق مع طهران، فيما أكد نظيراه الأمريكي جون كيري والإيراني محمود جواد ظريف أن بانتظار المفاوضات "عمل شاق". دخلت المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني مرحلة حاسمة السبت فيما لم يعد أمام المفاوضين سوى أيام معدودة لتسوية أكثر المسائل صعوبة. والمفاوضات الماراتونية حول هذا الملف الشائك الذي يعتبر من أصعب المسائل في العلاقات الدولية منذ بداية العقد الفائت، يفترض أن تنتهي في 30 حزيران/يونيو، لكن معظم المفاوضين يتفقون على القول إنه يمكن تمديدها لبضعة أيام. وبدأ وزراء الدول المعنية، إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا) التوافد إلى فيينا. شروط فرنسية للتوصل لاتفاق حدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت لدى وصوله إلى فيينا ثلاثة شروط "لا بد منها" للتوصل إلى اتفاق بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وقال فابيوس إن "الشرط الأول هو حد دائم للقدرات النووية الإيرانية في مجالي الأبحاث والإنتاج، والثاني هو تحقق صارم من المواقع (الإيرانية) بما فيها العسكرية إذا استدعت الحاجة، والثالث هو عودة العقوبات بطريقة تلقائية في حال انتهاك (إيران) التزاماتها". وأضاف الوزير الفرنسي أن "هذه الشروط الثلاثة تحترم سيادة إيران. لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل الجميع مع أنها مثلث القاعدة التي لا بد منها لاتفاق صلب نرغب فيه، وسنضع هذه الشروط الثلاثة نصب أعيننا في تعاطينا مع هذه المفاوضات". وأعلن وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف أنه "لا يزال أمامنا عمل شاق" قبل بدء اجتماع بينهما في فيينا للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي جدد الثلاثاء تأكيد "الخطوط الحمر" لبلاده في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، وفي طليعتها رفض تفتيش أي "مواقع عسكرية" إيرانية ورفض حد القدرات النووية لبلاده "لفترات طويلة". ماذا تريد القوى الغربية في مفاوضاتها النووية مع إيران؟ تريد الدول الكبرى تضمين الاتفاق النهائي الذي تسعى للتوصل إليه مع طهران بندا يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش مواقع عسكرية إيرانية للتأكد من عدم وجود شق عسكري سري للبرنامج النووي الإيراني. كما تريد هذه الدول فرض قيود على إيران تحد لمدة عشر سنوات على الأقل قدراتها النووية، إضافة إلى التأكد من أن الجمهورية الإسلامية لم تسع ولا تسعى إلى حيازة السلاح الذري وهي تقترح لهذه الغاية رفع العقوبات عن طهران بصورة تدريجية.