دخلت روسيا بقوة على خط المنافسة مع البرازيل بخصوص اعتزام شركة الخطوط الملكية المغربية اقتناء طائرات ركاب مدنية، حيث أعلنت أخيرا رغبتها الأكيدة المشاركة في عروض الأثمان، من خلال تقديم عرض جدي لطائرتها المدنية الحديثة للرحلات المتوسطة "سوبرجت 100". الخطوة الروسية كشفت عنها رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، يوم أمس، لدى زيارتها للمملكة، وقالت في تصريحات صحفية "نحن مهتمون في المشاركة في المناقصة التي ستجريها شركات الطيران المغربية، الهادفة إلى شراء طائرات ركاب مدنية". وللتمهيد لمشاركة روسيا في عرض طائراتها المدنية التي يعتزم المغرب اقتناءها، قدمت موسكو للجانب المغربي، ممثلا في شركة الخطوط الجوية الملكية"، طائرة "سوبرجت 100" لمدة أسبوعين، لاختبارها والإطلاع على إمكانياتها، آملة في أن تترك الطائرة الروسية انطباعا جيدا لدى المسؤولين المغاربة. وطائرة "سوبر جيت" الروسية طائرة مدنية تسع لما بين 75 و 95 مقعدا، وتم تصميم الطائرة من قبل شركة "سوخوي"، وكان أول طيران لها في 19 مايو 2008، ودخلت الخدمة في 21 أبريل 2011، وصممت هذه الطائرة لمنافسة الطائرة البرازيلية "امبراير، والكندية "بومبارديي". ويبدو أن الطائرة الروسية "سوبر جيت 100" ستجد في ذات المناقصة منافسة قوية من الجانب البرازيلي الذي يقدم طائراته المعروفة "إمبراير 190"، والتي سبقت أن عززت أسطول الخطوط الملكية المغربية بأربع طائرت مدنية، في شهر دجنبر الماضي، ليكون المغرب ثالث بلد إفريقي يتوفر على هذا الطراز من الطائرات. وطائرة "إمبراير" البرازيلية تتسم بمميزات خاصة، منها أنها طائرة مخصصة للرحلات القصيرة والمتوسطة بطاقة استيعابية تبلغ مائة مقعد، 88 مقعدًا في الدرجة الاقتصادية، و12 مقعدًا في درجة رجال الأعمال، كما أنها مزودة بمحركين اثنين، ومفاعل يمكنها من بلوغ سرعة طيران تقارب 900 كيلومتر في الساعة. ويعلق مصدر مهتم بصفقات شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، في تصريح لهسبريس، بأن الشركة كانت لديها رغبة في شراء 15 طائرة اقتصادية، وكان هناك صراع كبير بين "سوبرجيت" الروسية، و"إمبراير" البرازيلية، موضحا أن المغرب اقتنى في الأخير 4 طائرات برازيلية. وأفاد المتحدث بأن العقد تضمن إمكانية رفع عدد الطائرات المدنية التي ستقتنيها شركة الخطوط الجوية الملكية إلى 15 طائرة، وبالتالي فالمناقصة تهم 11 طائرة المتبقية، مرجحا أن تفوز بالصفقة الطائرة البرازيلية وليس الطارئة الروسية، لأسباب قال إنها تتعلق بسلسلة الصيانة. وأورد المصدر ذاته بأن الراجح أن تعمد شركة الخطوط الجوية المغربية إلى اقتناء الطائرات البرازيلية، إلا إذا كان الجانب المغربي غير راض عن جودة طائرة "إمبراير 190"، وهو أمر غير وارد"، مبرزا أن ما يميل كفة الطائرة البرازيلية أنها مرشحة لبناء وحدة صناعية ضخمة بالمغرب لتصنيع طائرات موجهة للسوق الإفريقي والشرق الأوسط.