حطمت ثنائية الساحر البرازيلي نيمار وعبقرية نادي برشلونة، مساء الثلاثاء، حلم باريس سان جرمان ببلوغ نصف نهائي منافسة أبطال أوروبا لكرة القدم، ليفشل الباريسيون في تخطي دور الثمانية للمرة الثالثة على التوالي. وكان زملاء ميسي فازوا في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. كان باريس سان جرمان قبل انطلاق مواجهة الإياب بربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي جرت مساء الثلاثاء على ملعب "كامب ناو" أمام 98 ألف متفرج، بحاجة لهدفين نظيفين من أجل قلب تخلفه في مباراة الإياب (1-3) والصعود لنصف النهائي. لكن رياح برشلونة جرت بما لم تشته سفينة النادي الباريسي، وعصفت بقوة منذ البداية وسارت الأمور بسرعة البرق وتحطم الحلم بثنائية سحرية أمضاها البرازيلي نيمار وبعبقرية لا يعرف سرها سوى أصحابها، أي لاعبو برشلونة. وما إن مرت 14 دقيقة من عمر المباراة حتى أغلقت أبواب دور الأربعة في وجه القائد زلاتان إبراهيموفيتش ورفاق دربه، بحيث أن نيمار هز شباك الحارس المسكين سالفاتوري سيريغو. وكان مدرب "البيسجي" لوران بلان تساءل عشية المباراة ما هو السبيل للفوز على برشلونة، قائلا: "المشكلة أمام فريق كالبارسا أنك بحاجة للهجوم لإدراك التخلف (المسجل ذهابا)، وأنت في الوقت ذاته بحاجة إلى الصمود أمام هجمات نيمار وميسي وغيرهما". فثبتت التخوفات وتحققت التوقعات، ففاز الأقوى والأفضل وخرج الضعيف والصغير، وفشل الأخير في تخطي دور الثمانية للمرة الثالثة على التوالي. الرئيس ناصر الخليفي اعترف بعد الخسارة بقوة منافسه، معربا عن رغبته في استقدام لاعبين من الطراز العالي الموسم القادم لفك عقدة ربع النهائي. الحقيقة أن باريس سان جرمان كان خلال مواجهته برشلونة بعيدا عن مستوى الأندية الأوروبية الكبرى التي تطمح لنيل دوري أبطال أوروبا، وأبرزها "البارسا" وبايرن ميونيخ وريال مدريد. والحقيقة أن نادي عاصمة كاتالونيا لم يلعب مساء الثلاثاء سوى الشوط الأول من المباراة، قدم خلاله أداء رائعا وسريعا، واكتفى بهدفين نظيفين من نيمار ليفضل "الاستراحة" والتفرغ لمباريات الدوري الإسباني الذي لم يحسم بعد بسبب التنافس مع ريال مدريد. وسجل نيمار الهدف الأول في الدقيقة 14 بعد عمل كبير قام به القائد أندرس إنييستا، فيما جاء هدفه الثاني في الدقيقة 34 على إثر تمريرة على طبق من ذهب من مواطنه الظهير الأيمن دانيل ألفيش. وقرر بعدها المدرب لويس إنريكي إراحة إنييستا ليدخل مكانه المخضرم تشافي هرنانديز (35 عاما) ويخلف زميله كقائد وكزعيم روحي للفريق. وتعذر على لاعبي باريس سان جرمان التصدي للعبقرية، ليتفرجوا على مردود السحرة "الأشرار" الذين لقنوهم درسا في كرة القدم. فترى ميسي تارة في اليمين وتارة في الشمال، وألفيش بين الجناح الأيمن وخط الدفاع، وراكيتيتش ظهيرا أيمنا ومهاجما فلاعب وسط، وتبحث عن سواريس فتجده إلى جوار نيمار ثم قرب ميسي، وتلتفت إلى إنييستا (قبل خروجه) فإذا هو بين ثلاثي الهجوم يخترق الخطوط ويمرر الكرات الواحدة تلو الأخرى. فريق عجيب لم يترك لمنافسه سوى مرارة الفشل والإرباك والإخفاق، وفسح له مجال اللعب في الشوط الثاني عندما خرج بوسكيتس ويأخذ مكانه سيرجي روبرتو (54)، ثم سواريس ليحل محله بيدرو (75). باريس سان جرمان سجل فرصتين، الأولى عن طريق فيراتي (59) والثانية عن طريق إبراهيموفيتش (73)، وهو عدد ضئيل لم يمنع برشلونة من التأهل لنصف النهائي للمرة السابعة في السنوات الثماني الأخيرة.