توقع بعض المتتبعين أن تكون مهمة برشلونة أمام باريس سان جرمان في إياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم معقدة بسبب الشك الذي كان يحوم حول مشاركة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي من عدمها. ولكن المهمة كانت في غاية الصعوبة وعانى "البارسا" امس الاربعاء 10 ابريل الجاري الأمرين أمام فريق منضبط وذكي تكتيكيا ومتكامل ومتسلح بعزيمة قوية. وكاد يخرج من المسابقة لولا تألق ميسي، الذي بدأ المباراة على كرسي البدلاء قبل أن يتم إشراكه في الدقيقة 62 في وقت كان فيه باريس سان جرمان متقدم في النتيجة 1-صفر من تسجيل خافيير باستوري في الدقيقة 50. فتألق صاحب الكرة الذهبية وأهدى هدف التعادل لزميله بيدرو الذي سجل هدفا غالي الثمن في الدقيقة 71، لتتأهل برشلونة بشق النفس إلى دور الأربعة للمرة السادسة في تاريخها، فيما أقصي نادي العاصمة الفرنسية مرفوع الرأس بعد أن أدى مباراة رائعة فاقت كل التوقعات. أصاب أنتشيلوتي المحنك في حساباته وأصاب في خطته المعطيات قبل المباراة كانت واضحة، بحيث أن نتيجة مباراة الذهاب (2-2) لم تترك خيارا آخر أمام باريس سان جرمان سوى الفوز أو التعادل بنتيجة 3-3 وما فوق من أجل إحراز تأشيرة التأهل. ودخل لاعبو كارلو أنتشيلوتي ملعب "كامب نو" محرومين من خدمات أحدى ركائزهم، بليز ماتويدي المعاقب، ليشرك أنتشيلوتي في مكانه تياغو موتا العائد إلى صفوف فريقه بعد غياب دام شهر. وأصاب أنتشيلوتي المحنك في حساباته وأصاب في خطته، فراح باريس سان جرمان يلعب بمهاجمين اثنين هما إبراهيموفيتش ولافيزي وخلفهما لاعبان محوران هما باستوري ولوكاس. النتيجة أن أبرز الفرص في الشوط الأول كانت من نصيب الباريسيين، وكاد لوكاس أكثر من مرة أن يهز شباك الحارس فالديس، الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة. وسيطر باريس سان جرمان على مجريات اللعب حتى في بداية الشوط الثاني، مزعزعا ثقة لاعبي برشلونة إلى درجة أن تشابي بدأ يضيع الكرة في وسط الميدان. وأدرك جمهور "كامب نو" الموقف فبدت الحيرة عليه ووقف فيلانوفا على خط التماس يتساءل ماذ يفعل؟ وحتى ميسي لم يكن مطمئنا، وتيقن جميعهم من أن اللاعبين الفرنسيين سريعا ما تخلصوا من عقدتهم ليتمكنوا من فتح باب التسجيل بعد لقطة جماعية جميلة حولها باستوري إلى هدف مباغت (في الدقيقة 50). برشلونة على وشك الخروج من منافسة دوري أبطال أوروبا الهدف خلط أوراق برشلونة، وباتت على وشك الخروج من منافسة دوري أبطال أوروبا، فإذا ب "كامب نو" يقف ويهتف لأن ميسي كان يستعد للدخول. فدخل اللاعب العبقري وبدأت الماكينة الكاتالانية تتحرك، ما أحدث وقعا سيكولوجيا في أذهان جاليه وماكسويل وفيراتي... تراجع باريس سان جرمان إلى الوراء واستعادت برشلونة الثقة والتوازن شيئا فشيئا، ولم تمر سوى ثماني دقائق على دخول ميسي حتى تفجر "كامب نو" بعد هدف التعادل الذي سجله بيدرو بخدمة أسداه له الأرجنتيني. وتنفس فيلانوفا الصعداء وبدأ باريس سان جرمان يتراجع أداءه بسبب التعب الذي نال من لاعبيه. خرج باريس سان جرمان من المنافسة مرفوع الرأس، منذرا كرة القدم الأوربية أنه جاهز لدخول نادي كبرى الفرق ولعب الدوار الأولى في المواسم القادمة. أما برشلونة فقد تأهلت إلى دور الأربعة بشق النفس لتلحق بريال مدريد وبايرن ميونيخ وبوروسيا تورتموند في نصف النهائي. فريقان من أسبانيا وفريقان من ألمانيا. ** المصدر: خاص موقع فرانس 24