لم يأت المؤتمر الصحفي الذي نظمه فرانسوا هولاند والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الثلاثاء بجديد، عدا ضرورة تكثيف التعاون في مجال الأمن لمحاربة الإرهاب الذي يهدد تونس وأوروبا على حد سواء وتفعيل الاقتصاد التونسي. خلال ندوة صحفية نظمت بباريس اليوم الثلاثاء حضرها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، صرح السبسي أن العلاقات الفرنسية التونسية تسير على ما يرام وهي علاقات تاريخية وليست وليدة اللحظة، وقال "أشعر أنني لم أغادر فرنسا منذ أن جئت إليها في عام 1949". وأضاف "لقد جئت من تونس وبحوزتي رسالة محبة تعود إلى سنوات"، موضحا أن حتى نهاية فترة الاستعمار الفرنسي الذي دام 75 سنة في تونس، كانت سلسة ولم تكن نهاية عنيفة". وأكد السبسي أن تونسوفرنسا على خط واحد في ما يتعلق بالقضايا الثنائية والدولية، وأن البلدين يتطلعان إلى تعميق الشراكة الاقتصادية والعسكرية لمواجهة مخاطر الإرهاب الذي لا يهدد تونس فحسب بل فرنسا وأوروبا على حد سواء. ثورة تونسية دون خلفيات دينية أو سياسية وبعدما دعا فرانسوا هولاند إلى القيام بزيارة رسمية طويلة إلى تونس، أكد السبسي أن الثورة التونسية قامت من طرف شبان دون خلفيات دينية أو سياسية، بل فقط من أجل الحرية والعيش الكريم. واعترف أن بلاده، رغم كل الجهود التي تبذلها منذ خمس سنوات على المستوى السياسي (انتخاب رئيس جديد بشكل ديمقراطي وبرلمان مستقل وحكومة تحظي بدعم من طرف الشعب)، إلا أنها لا تزال تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة تتطلب وقتا طويلا لمعالجتها. من جهته، أكد فرانسوا هولاند أن فرنسا ستساعد تونس في المجال الأمني وستوفر لها كل الوسائل التي تمكنها من محاربة الإرهاب. السبسي يشارك في مؤتمر الدول الثماني بألمانيا في المجال الاقتصادي، وافق هولاند على استرجاع جزء من الديون التونسية والتي قدمتها لها فرنسا (60 مليون يورو) على شكل منتجات اقتصادية أو خدمات. كما شدد على أن فرنسا ستقوم بتوعية المؤسسات المالية العالمية وأوروبا ومجموعة الثماني لكي توفر لتونس قروضا مالية تمكنها من إعادة بناء الاقتصاد ومحاربة البطالة، معلنا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أرسلت دعوة للرئيس الباجي قائد السبسي للمشاركة في مؤتمر الدول الثماني بألمانيا. وقال هولاند "تونس هي البلد الأول الذي انطلق منه الربيع العربي، لذا يجب أن تنجح. وفرنسا ستقوم بكل ما في وسعها لكي تنجح الثورة الديمقراطية التونسية". ويتوقع أن يلتقي الرئيس التونسي مساء اليوم بأرباب العمل الفرنسيين وسيحاول أن يقنعهم بالاستثمار في بلده. أما فرانسوا هولاند فقد دعا المواطنين الفرنسيين إلى قضاء عطلاتهم في تونس.