شارك عدد من قادة الدول ورؤساء حكومات ووفود رسمية لعدد من البلدان، من بينها المغرب، اليوم الأحد، بتونس العاصمة في المسيرة الرسمية ضد الارهاب تنديدا بالاعتداء الإرهابي الذى استهدف يوم 18 مارس الجاري متحف باردو، وأودى بحياة 24 شخصا. وهكذا شارك في هذه المسيرة التضامنية مستشار الملك محمد السادس، عبد اللطيف المنوني، وعدد من رؤساء وممثلي أحزاب مغربية، بينما تقدم الوفود الرسمية المشاركة في هذه المسيرة ، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ونظراؤه الفرنسي فرانسوا هولاند، والفلسطيني محمود عباس، والغابوني علي بونغو أونديمبا والبولوني بوريسلاف كوموروفسكي والإيطالي ماتيو رينزي. وقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في ذات المسيرة إن "التونسي لن يخضع للإرهاب وعندما تكون تونس مستهدفة من قبل الإرهابيين فإن الجميع يقف كرجل واحد أمام هذه الظاهرة للّدفاع على أرض الوطن"، معبرا عن" شكره وتقديره وامتنانه إلى كل أحباء تونس بالخارج من رؤساء دول وحكومات سواء منهم القادمين من المغرب العربي الكبير أو من أوروبا". وانقسمت المسيرة، التي تحمل شعار " بوحدتنا ننتصر على الإرهاب"، إلى مسيرتين الأولى شعبية انطلقت من باب سعدون وأخرى رسمية يشارك فيها قادة الدول والشخصيات الرّسمية وانطلقت من ساحة باردو وصولا إلى المتحف حيث تم تدشين نصب تذكاري يضم أسماء كل ضحايا العملية الإرهابية والجرحى. وسار عشرات الآلاف من التونسيين باتجاه باردو رافعين شعارا أساسيا رافقهم طيلة المسيرة "تونس تونس حرة حرة والإرهاب على برا"، في مسيرة تأتي على غرار المسيرة التي تم تنظيمها بفرنسا في يناير الماضي، عقب هجمات "شارلي إبدو" في باريس، التي شارك فيها أكثر من 40 من قادة وزعماء دول العالم. وقال حسين الطرابلسي، مواطن تونسي قادم من منطقة الشمال الغربي للمشاركة بالمسيرة، إن "هذه المسيرة تعكس الوحدة الوطنية بين جميع التّونسيين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية ووقوفهم صفا واحدا في وجه آفة الإرهاب واجتثاثها من بلادنا"، مضيفا أن "مشاركة عدد من القادة والشخصيات الرسمية يؤكد أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية يسعى الجميع أينما كانوا إلى القضاء على الإرهابيين، سواء عبر مشاركتهم في هذا التحرك أو قدموا مساعدات ودعما ماديا". من جهته قال مهدي الزريبي، القادم خصيصا من الجنوبالتونسي للمشاركة في المسيرة، إن "الإرهاب لا مكان له بين التونسيين، فتونس بلد مسلم محافظ على قيم التسامح والإسلام والأخوة بعيدا عن الإرهاب وقتل النفس بلا حق"، أما حنان بن نصر فأشارت إلى أنها "تعمدت اليوم اصطحاب أبنائها للمشاركة في مقل هذه المسيرة حتى يتربون على مبادئ التسامح والوحدة الوطنية ونبذ هذه الظاهرة الخطيرة واستئصالها من تونس". صادق السسلطاني أكد من جانبه أن "تونس لم تنته كما ادعى البعض وأن هذه الضربات الموجعة تزيدها إصرارا على الصمود في وجه كل من يريد بها شرا، وفي وجه الإرهاب الذي يعتبر دخيلا على البلاد". وتتزامن هذه المسيرة مع إعلان الدّاخلية التونسية عن مقتل قائد كتيبة عقبة بن نافع "الإرهابية" خالد الشايب المكنى ب"لقمان أبو صخر" المسؤول الأول على هجوم متحف باردو إلى جانب مقتل 8 إرهابيين آخرين، خلال عملية أمنية تمت ليلة البارحة بمحافظة قفصةجنوب غربي تونس. ويعتبر الهجوم على متحف "باردو" هو الأول من نوعه في العاصمة تونس، والثاني الذي يستهدف سياحا، منذ هجوم أبريل 2002، الذي ضري كنيس الغريبة (معبد يهودي) في جزيرة جربة بمحافظة مدنين جنوبي البلاد.