كشف عبد الاله بنكيران ان منطق تسييج العمل السياسي في المغرب، قتل السياسة، و أدى بالمواطنين المغاربة عموما وليس فقط فئة الشباب إلى أخذ موقف سلبي من المشاركة السياسية والنفور منها . وأوضح بنكيران في مداخلة له خلال ندوة حول الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة وذلك على ضوء البارومتر السياسي الرابع لتيزي، نظمتها أمس الثلاثاء مؤسسة مبادرة طارق ابن زياد، -أوضح- أن المغاربة ينظرون إلى السياسيين المغاربة على أنهم متشابهين، يعطون الكلام ويأخذون المصالح في كل مناسبة انتخابية، مشيرا إلى أن المواطن المغربي يبتعد عن هذا النوع من السياسيين. وأكد بنكيران إلى أن المغرب اليوم دشن مرحلة جديدة في العمل السياسي، مضيفا أنه على المغاربة إدراك أن هناك طريقتين لتغيير الأوضاع، إما بواسطة "الطريق السياسي"، أو "الطريق الثوري"، مشيرا إلى أنه يؤمن بالعمل السياسي، باعتبار أنها تمنحك "رصاصة في خمس سنوات" في إشارة منه إلى الانتخابات التشريعية التي تفرز مجلس النواب والحكومة، وأخرى في ست سنوات" أي الانتخابات الجماعية التي تفرز مجلس المستشارين والجماعات المحلية، وأن السياسي هو الذي يتحمل مسؤولية الاستفادة من هاتين الفرصتين، على حد تعبير رئيس الحكومة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن مشاركة الشباب المغربي في الحياة السياسية ليس اختيارا وإنما هو واجب ضروري إن هم أرادوا أن تتغير أوضاع البلاد في الاتجاه الإيجابي، مهيبا بالشباب المغربي إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت على الأصلح. وأوضح بنكيران أن المرحلة السياسية في المغرب تتطلب التشجيع، ذلك أن الكثير من المواطنين أصبحوا مهتمين بالسياسة بشكل كبير، فضلا عن روح المنافسة التي ظهرت بين الأطراف السياسية في المغرب، مستدلا بذلك على انتخاب رئيس مجلس النواب، وما واكبه من حضور لافت لنواب أحزاب الأغلبية، وذلك بعد الحديث عن إمكانية ظفر المعارضة بهذا المنصب، إلا أن حضور أغلب نواب الأغلبية جعل الرئاسة تعود لها، فضلا عن التصويت على قانون المالية الذي شهد حضور أزيد من 180 نائبا من الأغلبية، وهي الأرقام التي لم تكن موجودة من قبلُ حسب بنكيران . وأشار رئيس الحكومة المغربية في ذات المداخلة أن المواطنين ينخرطون في العمل السياسي الذي يتحلى بالاحترام وتسوده الديمقراطية، مشيرا إلى أن هناك بعض الأحزاب السياسية المغربية المحترمة حطمت مشروعيتها بسبب غياب الدمقراطية الداخلية، وفي هذا الإطار شدد بنكيران على أن تخليق الديمقراطية الداخلية في الأحزاب المغربية التي عاشت على وقع العديد من المشاكل طيلة 40 أو 50 سنة ليس بالأمر الهين، مشيرا إلى أنه على الشباب المغربي التحلي بالصبر إذا أراد أن يكون له دور في بلاده لأن "عفاريت السياسة "ماشي ساهلين" على حد تعبيره. وبخصوص الحملة الأخيرة لتسجيل المواطنين في اللوائح الانتخابية، كشف ابن كيران أنه تم تسجيل حوالي مليوني شخص في هذه اللوائح وهي سابقة من نوعها في تاريخ المغرب، غير أن هذا الرقم وبالرغم من أهميته، إلا أنه لا زال غير مقنع حسب بنكيران الذي اعترف بعدم التمكن من خلق الحماس الكافي لهذا النوع من المتابعة.