شهد العالم الجمعة كسوفا كليا للشمس لكن الكثيرين من سكان النصف الشمالي للكرة الارضية حرموا من مشاهدته بوضوح بسبب الاحوال الجوية غير المؤاتية. ولم يشاهد سوى بعض المحظوظين في أرخبيل منعزل في القطب الشمالي وآخرون كانوا على متن طائرة هذه الظاهرة بوضوح. وخيبت آمال الكثيرين ممن كانوا يأملون التفرج على القمر وهو يكسف جزئيا الشمس بسبب سوء الأحوال الجوية. وكان من المرتقب معاينة هذا الكسوف في أوروبا وشمال غرب افريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، لكن الغيوم، وليس القمر، هي من حجبت الشمس عن الأنظار في أغلبية الحالات. وأثارت هذه الظاهرة الفلكية الحماس على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم تداول الصور مع بعض التعليقات الساخرة أحيانا. وكتب أحد مستخدمي "تويتر" في فرنسا "كسوف بين غيمتين، ثم كسوف آخر". وأضاف مستخدم ثان من بريطانيا "لحسن الحظ أن الأمر قد انتهى، فالمرة المقبلة التي سيحدث فيها كسوف من هذا القبيل في بريطانيا، سنكون قد فارقنا هذا العالم جميعنا". وفي لندن حيث كان من الممكن مشاهدة الكسوف بنسبة 84 %، تجمع نحو 500 شخص في متنزه "ريجنتس بارك". وتجهز البعض منهم بتلسكوبات متطورة، في حين حمل البعض الآخر أدوات بسيطة يدوية الصنع. وكان أحد رجال الشرطة يعير نظاراته الواقية. لكن الأحوال الجوية السيئة عكرت الفرحة في العاصمة البريطانية وفي فرنسا أيضا حيث لم تتسن رؤية الكسوف إلا في شمال شرق البلاد. وكان البعض أوفر حظا، فهم قد ركبوا طائرات حلقت فوق الطبقات السحابية للسماح لركابها بالتفرج على "الشمس السوداء". وركب 50 دنماركيا في طائرة "بوينغ 737" أقلعت خصيصا في هذه المناسبة ، في مقابل مئات الدولارات للتذكرة الواحدة. وللمرة العاشرة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كان كسوف الشمس كاملا لكنه لم يعاين بوضوح إلا في بعض المناطق النائية جدا، مثل جزر فارو الدنماركية الواقعة شمال بريطانيا وأرخبيل سفالبارد النروجي في القطب الشمالي. وتجمع مطاردو الكسوف بالآلاف في هذه المناطق. وفي أرخبيل سفالبارد، هاجم دب قطبي سائحا تشيكيا، لكن تلك الحادثة لم تؤثر على الحشود المتجمعة في المنطقة. وتمكن الزوار والسكان من رؤية الشمس تحجب خلف القمر بالكامل لمدة دقيقتين ونصف الدقيقة، علما أن الحرارة في الخارج كانت تتدنى إلى 18 درجة مئوية دون الصفر. ويحصل الكسوف الكامل عندما يمر القمر بين الارض والشمس في وقت تكون فيها الكواكب الثلاثة مصطفة في خط مستقيم. وللمفارقة أن الشمس أكبر 400 مرة من القمر إلا أنها 400 مرة أبعد منه. ويمكن تاليا للقمر أن يحجب الشمس كليا عن الناس الذي يقفون في الظل الذي تعكسه على سطح الارض. ويصادف هذا الكسوف مع الظاهرة المعروفة بالاعتدال الربيعي عندما تنتقل الشمس من النصف الجنوبي إلى النصف الشمالي للأرض من جهة، وأيضا مع الظاهرة المعروفة ب "القمر العملاق" عندما يكون القمر على أقرب مسافة له من الأرض، من جهة أخرى. وسيكون القمر في الواجهة السبت مع حركات مد كبيرة جدا ستطال خصوصا خليج فوندي في كندا وسواحل الاطلسي والمانش وبحر الشمال. والمد ناجم عن قوة جاذبية القمر والشمس على المحيطات. ومن المتوقع أن يحصل الكسوف الكامل التالي للشمس في 12 غشت 2026 في أوروبا.