احتضن فضاء وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، مساء أمس الثلاثاء، حفل توقيع كتاب "المغرب بعيون مصرية" للصحافي المصري أيمن عبد العزيز. الكتاب الذي تزين غلافه صورة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وتشكيلة فسيفسائية من صميم الإرث المعماري المغربي، توثيق لمجموعة مشاهدات ومعايشات يستعيدها أيمن عبد العزيز عبر رحلات أربع قادته إلى المغرب ما بين 2007 و 2013 ، البلد الذي أصبح له "غاية ومقصدا بعد أن كان أمنية وحلما محتملا، فكلما ضاق صدري وانسدت أمامي السبل واحتجت لهواء مختلف كنت أسارع بالسفر إليه". يتوزع الكتاب الذي صدر عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة في 208 صفحة، على لمحات تلامس مجالات شتى تتصل بالمكان والإنسان والثقافة والتقاليد والعلاقات المصرية المغربية في الوجدان الشعبي، يستقيها الكاتب من احتكاك مباشر بالإنسان والمكان المغربي في عفويته. ويقول أيمن عبد العزيز، في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه انكب على كتابة رحلاته إلى المملكة متحررا من كل الأفكار المسبقة والنمطية، معانقا العمق الحضاري والإنساني والثقافي والاجتماعي لبلاد لها عراقتها وخصوصياتها. وأوضح أنه أعجب بتساكن العمق التراثي مع التطلع إلى الحداثة والانفتاح على العالم لدى الشعب المغربي، كما أثاره رقي الذائقة المغربية في مختلف المناحي، فنا وثقافة وطبخا وغير ذلك. رحلات المؤلف جذبته إلى عشق مراكش، والانتشاء بهدوء وجدة، والانخطاف لسحر طنجة في ساعات قليلة وأهدته حكايات من أيام في الرباط وتطوان وفاس بمدينتها العتيقة الزاخرة بشواهد التاريخ والحضارة. يكتب أيمن عبد العزيز رحلاته ببساطة التفاصيل اليومية وبيداغوجية الناقل الأمين الرامي إلى تقريب المصريين من حقيقة بلد وجد فيه أشياء وأشخاص "لن يمحو الزمان ذكراهم". من المرأة المغربية المتميزة بقوة شخصيتها، إلى أسطورة الأماكن مرورا بلمحات من الحياة اليومية في المقاهي والمواصلات وصولا إلى أغوار اللهجة المغربية وحكايات المغاربة في عشق مصر، يقدم أيمن عبد العزيز بانوراما سائح منصت بإصغاء إلى نبض مكان سكنه بقدر ما احتضنه. *