ازدادت أجواء التوتر في أوروبا في أعقاب هجمات باريس خلال الأسابيع الماضية، ولذلك فتحت أكثر من 20 مسجدا في انجلترا وويلز أبوابها أمام الزوار غير المسلمين لطمأنتهم بشأن نهج الإسلام. وتعاون المجلس الإسلامي البريطاني مع مساجد بريطانيا يوم الأحد 01 فبراير/شباط لتنظيم الأنشطة والفعاليات، في مبادرة غير مسبوقة لمسلمي بريطانيا تجاه المواطنين الآخرين من غير المسلمين. وأوضح مجلس مسلمي المملكة المتحدة، الذي يقف وراء المبادرة، أن المسلمين من زوار المساجد استقبلوا الضيوف غير المسلمين وتناولوا معهم الشاي والمرطبات، وقدموا لهم فكرة عن الحياة اليومية في أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين، كما أجابوا عن أسئلتهم حول الدين الإسلامي. ومن بين المساجد التي شاركت في هذه المبادرة المسجد الواقع في "فينسبيري بارك"، الذي عُرف في السابق بأنه أحد معاقل "لندنستان" (وهي التسمية التي أطلقت على تيار إسلامي متطرف استقر بالعاصمة البريطانية منذ عام 2000)، وكان من بين الذين أداروا هذا المسجد حتى 2003 الداعية المتطرف البريطاني الجنسية أبو حمزة المصري، الذي رحل إلى الولاياتالمتحدة، وفي أوائل 2015 حكمت عليه إحدى محاكم نيويورك بالسجن المؤبد. وقال مسؤول المسجد في فينسبيري: "يجب أن يدرك الناس أنه حدثت تغييرات بين 2005 والآن، والمسلمون يرون أنه ليس من العدل أن يتم الربط دائما بين المسجد وأي أمر سلبي يحصل في مكان آخر". ووجهت الحكومة البريطانية إثر اعتداءات باريس رسالة إلى نحو 1000 مسجد، تدعوها فيها إلى "توضيح وإثبات أن الإسلام يمكن أن يكون مكونا من مكونات الهوية البريطانية". وكان هدف حملة التواصل مع البريطانيين غير المسلمين هو توسعة معرفتهم بتعاليم الدين الإسلامي، عقب هجمات باريس الأخيرة التي شوهت فكرة غير المسلمين عن الدين الإسلامي. وبحسب أرقام آخر إحصاء في عام 2011 يشمل إنجلترا وويلز، فإن المسلمين يمثلون نحو 5% من أجمالي عدد سكان بريطانيا، في حين يمثل المسيحيون 59% والملحدون بلا ديانة 25%. ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو مليوني شخص، ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بريطانيا.