يحتضن رواق المركز الثقافي الفرنسي بمكناس ابتداء من 05 إلى غاية 28 فبراير 2015 معرضا فوتوغرافيا للفنان جعفر عاقيل تحت عنوان: "الدارالبيضاء – باريس : تجوالات". والمعرض هو حصيلة إقامة الفنان بالمدينة الدولية للفنون بباريس وفرصة للمشاهد لاكتشاف عمل فوتوغرافي يمثل بفنية رهيفة جزء من تفاصيل الحياة اليومية بمدينتي الدارالبيضاءوباريس. ويعرف جعفر عاقيل فكرة معرضه ومقاربته قائلا: "إن ما يشدني بقوة هي تلك المفارقات التي أصادفها في تجوالاتي المتعددة. فأحاول التقاط صور لأمكنة و/أو أمكنة للصور، ثم إعادة بنائها قطعة قطعة تارة من خلال مشاهد حقيقية وأحيانا أخرى أقل واقعية تنتمي لمعيش يومي في منتهى الهجانة. إن فوتوغرافياتي هي بحث دائم عن آثار وعلامات وجوه و/أو مناظر، وعن شذرات مدينة كما أنها اقتفاء آثار حيوات أفراد راسخة وضائعة، موجهة وتائهة في الآن نفسه". ولد جعفر عاقيل سنة 1966 بمدينة مكناس. بدأ شغفه بالفوتوغرافيا مبكرا جدا. تحول تدريجيا، وبعد سنوات طويلة من التكوين الذاتي الصارم، من فوتوغرافي عصامي إلى فوتوغرافي هاوي متمرس. وبموازاة ذلك، حصل جعفر عاقيل على دكتوراه وطنية في موضوع مرتبط جدا بهوايته: "سيميائيات الصورة الإشهارية" ليصبح بعد ذلك أستاذا باحثا متخصصا في الفوتوغرافيا الصحافية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. وبعدها هيأ شهادة التأهيل الجامعي في موضوع : "استعمالات الفوتوغرافيا بالمغرب". ويعود أول معرض له، وهو معرض جماعي، إلى سنة 1990. ومنذئذ، سيضاعف من تجاربه الفوتوغرافية سواء داخل المغرب أو خارجه بلمسات كرافيكية وتشكيلية. وفي السنوات الأخيرة، سيعمد مقاربة فوتوغرافية تقوم على الروبورطاج متخذا من "الفضاءات الحضرية" موضوعا أساسا لكن ليس من منظور توثيقي فقط وإنما من منظور تعبيري أيضا. ينشغل جعفر عاقيل الذي يشغل مسؤولية رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي منذ سنة 2005 بإعادة كتابة "الواقع" بلقطات شذرية، مركزة على التفاصيل ومنجذبة نحو التجريد، و في بعض الأحيان، تميل للتعبير عن الغياب كأثر للذاكرة البصرية.