اجتماع ممثلي البوليساريو ببلاد الباسك بمدينة بلباو عاصمة مقاطعة بيسكاي بإقليم الباسك أمس الثلاثاء، بهدف الضغط على إسبانيا للتراجع عن قرار الرامي بعدم منح حق اللجوء السياسي "حسنة اعليا" المطلوب للعدالة المغربية على خلفية أحداث مخيم اكديم ايزيك، وطرده من الاراضي الاسبانية وتستعد جبهة البوليساريو إلى تنظيم مظاهرة تنديدا للقرار اسبانيا الرامي برفض اللجوء لحسنة اعليا. وفي هذا الصدد، يقول عبد الفتاح الفاتحي، باحث في قضايا الصحراء والمغرب العربي، ل"شبكة أندلس الإخبارية" أن هذه التظاهرة جاءت "بعد إفشال مساعي حل نزاع الصحراء والوصول به إلى النفق المسدود، تعيش البوليساريو اليوم حالة من التيه السياسي، إذ تحاول إطالة عمرها الإفتراضي مستفيدة من حالة الأزمة في المنطقة ومن ريع ذلك السياسي في لعبة صراع إقليمي. ولضمان استمرارية وجودها السياسي تقوم الجبهة الإنفصالية باختلاق صراع حقوقي وتسييسه لربح انتصارات وهمية، تعتقد أنه من خلالها يمكن قيام دويلة جنوب المغرب موالية للجزائر أو بالأحرى محافظة جزائرية" وفي هذا السياق يضيف الفاتحي" حولت البوليساريو كامل المجرمين المتابعين بعقوبات الحق العام في الأقاليم الجنوبية إلى مناضلين حقوقيين في السجون المغربية بل وحتى في الخارج، وإمعانا في مزايدت السياسية تتبنى البوليساريو كل المجرمين المنتمون إلى أقاليم الجنوب المغربي باعتبارهم مناضلين حقوقيين، وهي بذلك تشوه النضال الحقوقي، بل وتواصل الجبهة على تشويه ادعاءاتها الحقوقية بأن تعتمد قضايا الحق العام باعتبارها انتهاكات حقوقية في الصحراء يراد بها تحقيق مكاسب سياسية في قضية الصحراء" وحسب الفتاحي أن "جبهة البوليساريو بدعم جزائري تقوم بإنزال بشري لتنظيم تظاهرات في منطقة الباسك لحمل الحكومة الإسبانية على التراجع عن قرار وزارة الداخلية الاسبانية على رفض منح حق اللجوء السياسي للفار من العدالة المغربية على خلفية أحداث مخيم اكديم ايزيك المدعو "حسنة اعليا" وطرده من الاراضي الاسبانية في اجل قدره 15 يوما من تاريخ صدوره يراد به استغلال النزوعات الإنفصالية في هذه المنطقة لإمساك باليد التي توجع الحكومة الاسبانية ومنه التدخل في القرارات السيادية الإسبانية" وأكد المتحدث ذاته،"يدل هذا التجييش على أن البوليساريو تحس بأنها بدأت تخسر الدعم الإسباني المادي (المساعدات الغذائية) والدعم السياسي ميل الحكومات الإسبانية إلى الأطروحة الجزائرية لتدبير نزاع الصحراء. وبعد فشلها في ذلك تلعب البوليساريو اليوم داخل إسبانيا دور الضحية باتهام اسبانيا بأنها تحبك الدسائس المؤامرات دعما للمغرب ضد مشروعها الإنفصالي. وهذا وقد عملت الدبلوماسية الجزائرية بجهد لجعل إسبانيا جزء أساسيا في نزاع الصحراء بادعاء القول أن لها دور تاريخي في النزاع"